هل حلمت يوما أن تفتح نافذة غرفتك فتجد نفسك في قلب القاهرة الإسلامية، وتطل حجرة نومك على شارع المعز لدين الله الفاطمي أقدم شارع في العالم، الذي يحمل بين جنباته تاريخ ألف عام من الحضارة الإسلامية وتراث الإنسانية.. الآن يمكنك تحويل هذا الحلم إلى حقيقة في فندق «Le Riad» أو «الرياض».
الفندق يمكنك أن تتعرف عليه عيناك من خلال واجهته المصنوعة بالكامل من الأرابيسك، وموقعه المميز بجوار مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار، وعلى بعد أمتار من سوق «خان الخليلي».
شيد الفندق من 5 طوابق، تمتزج فيها الحداثة والأصالة في تناغم جذاب وبهندسة معمارية مماثلة للنموذج المصري القديم، حيث القباب والأقواس والمشربيات وخشب الأرابيسك المستخدم في الأثاث، إلى جانب الزخارف والرسومات واللوحات والأنتيكات المستوحاة من التراث.
يتكون الفندق من 17 جناحا خاصا، منها 9 أجنحة تطل على حارة الدرب الأصفر ببيوتها العثمانية مثل بيت السحيمي، أما سطح الفندق (الروف) فهو عبارة عن حديقة شرقية رائعة، تطل في منظر بانورامي خلاب على أحياء القاهرة القديمة ومآذنها، وجبال المقطم، وقلعة محمد علي.
يمتلك الفندق يوسف تقلا، سوري الجنسية، وزوجته فيرونيك سيدرو، فرنسية الجنسية، التي تقول عن أسباب اختيار مكان الفندق: «منذ وطأت قدماي أرض مصر من عدة سنوات مع زوجي، عشقت كل ما بها من آثار ومناطق تاريخية، خاصة منطقة مصر القديمة، وظل حلمي هو العثور على مكان في هذه المنطقة أجعل منه ملتقى لكل محبي الحضارة المصرية لقضاء بعض الأيام داخل عبق التاريخ وسحر الشرق، وبالفعل وجدت هذه العمارة التي حولتها إلى فندق الرياض».
عن قصة هذه العمارة تحكي فيرونيك: «هذه العمارة بنيت عام 1960 وكانت فندقا شعبيا اسمه (العائلات) خصص للتجار المسافرين وكذلك الطلاب الوافدون للدراسة، وكان في حالة سيئة جدا ويكسوه الخراب وغير مجهز على الإطلاق، ولكن موقعه المميز في قلب القاهرة الإسلامية بتاريخها ومعالمها الأثرية كان كافيا لاتخاذ قرار شراء هذا الفندق من ملاكه وتحويله إلى فندق سياحي بشكل يلائم عظمة المكان ويواكب تطوير شارع المعز».
تستطرد: «اهتم زوجي بالشكل المعماري للفندق، وأخذنا نضع التصميمات الداخلية معا دون الاستعانة بأي من مهندسي الديكور، فكل فكرة موجودة في الفندق من وحينا الخاص، وعصارة فكرنا وبحثنا، والتي معها تحولت غرف الفندق الضيقة إلى أجنحة جميلة ومريحة مزينة بالتحف، و(الروف) من مقلب للزبالة إلى حديقة شرقية، وتغيرت الواجهة من واجهة بسيطة إلى نموذج للمباني الإسلامية القديمة، وأصبح حلمنا حقيقة واقعة».
وعن اسم الفندق تقول: « Le Riad De Charme تعني بالعربية الرياض الساحرة، والرياض هي أرض الجنة، وبالتالي فاسم الفندق يعني أرض الجنة الساحرة».
أما عن أجنحة الفندق فتقول فيرونيك: «صممت أجنحة الفندق من وحي التاريخ المصري، فعلى سبيل المثال هناك الجناح الفرعوني والمملوكي والبدوي، كما استوحينا تصميم بعض الأجنحة الأخرى من السينما المصرية القديمة والرقص الشرقي، وكما كان لمشاهير الفنانين والكتاب والملوك المصريين بصمة في الحياة المصرية، كان لهم مكان في أجنحة الفندق، حتى يشعر السائح بأنه يتنقل بين عصور مصر المختلفة».
تضيف: «ما يميز الفندق أنه عند وضع تصميمات الأجنحة وأثناء اختيار الأثاث حرصنا على أن تكون كل قطعة أثاث وكل تحفة مصرية أصيلة، ومصنوعة بيد مصرية وبخامات مصرية، لأن هدفنا المصداقية والمحافظة على روح الأصالة والتاريخ المحيطة بالفندق، حتى يشعر النزيل بأنه يعيش وسط التراث».
من أبرز أجنحة الفندق جناح «الجمالية»، الذي اختارت له فيرونيك هذا الاسم نسبة للحي الموجود فيه الفندق، مفروشات هذا الجناح مصنوعة من قماش الخيامية ولكن بألوان زاهية عصرية، وعلى الجدران توجد لوحات وبورتريهات تجسد طبيعة الحياة قديما في هذا الحي، ولأن أغلب الآثار المحيطة بالفندق ترجع إلى العصر العثماني، فكان لا بد من وجود الجناح «العثماني» الذي استخدم في أثاثه خشب الأرابيسك كما في البيوت العثمانية، أما إذا أردت أن تعيش كالقدماء المصريين، فعليك بجناح «فرعون»، الذي يعكس تصميمه روح ومجد الفراعنة، فالسرير على الطراز الفرعوني، والستائر والأقمشة مرسوم عليها أشكال كالموجودة على جدران المعابد، أما الرسومات فتحكي حياة المصري القديم.
ومن حياة الفراعنة إلى حياة المماليك، يطالعنا الجناح «المملوكي»، حيث استخدم خشب الأرابيسك في معظم أثاث هذا الجناح، وتم اختيار صورة أحد جوامع العصر المملوكي لتزين حائط هذا الجناح، أما جناح «فاروق» فهو جناح ملكي، يطغى عليه اللون الأحمر في الفرش والديكورات، أما أظهر السرائر فذهبية اللون لتتناسب مع فخامة الملوك، وعلى الجدران توجد عدة صور للملك فاروق وزوجاته، ولأن مالك الفندق سوري الأصل، فكان لا بد من إضافة لمسة شامية على الفندق من خلال الجناح «السوري».
جناح «علم الخط العربي» من الأجنحة مميزة التصميم، فكل المفروشات في هذا الجناح مكتوب عليها بالخط العربي، واللافت للنظر «لحاف» السرير المكتوب عليه أبيات قصيدة «مصر تتحدث عن نفسها» لشاعر النيل حافظ إبراهيم التي تغنت بها أم كلثوم، وعلى جدران هذا الجناح لوحة إبداعية عبارة عن حروف وكلمات بالخط العربي اجتمعت لتشكل حصانا عربيا أصيلا.
وبما أن أجنحة الفندق تقلب في صفحات التاريخ المصري، فكان من الصعب نسيان الرموز الثقافية والفنية في هذا التاريخ، فكانت أجنحة «أم كلثوم» و«نجيب محفوظ» وجناح الكاتب المصري الذي يكتب بالفرنسية «ألبير قصير»، وتحتوي هذه الأجنحة على أغاني أم كلثوم وكتب عنها، وقصص وروايات نجيب محفوظ وألبير قصير.
إذا حلمت يوما أن تكون بطلا من أبطال السينما، الآن أمامك الفرصة لتحقق حلمك من خلال جناح «السينما» الذي تملأ جدرانه أفيشات الأفلام القديمة، وصور كبار الفنانين. ولمحبي الموسيقى، يعزف جناح «الموسيقى» لحنا من ألحان الماضي بآلاته التي تزين الجدران، كالربابة والرق. ومن الأجنحة الأخرى بالفندق الجناح «البدوي» وجناح «ألف ليلة وليلة» وجناح «مودرن» وجناح «الرقص الشرقي».
تتكون جميع الأجنحة من غرفة نوم بسرير واحد أو سريرين، وحمام وصالون وغرفة مكتب، وجميع الغرف مجهزة بجهاز تلفيزيون و«DVD» وجهاز «لاب توب» وخدمة إنترنت لا سلكية، ليتمكن النزيل من متابعة عمله والحصول على أكبر متعة ممكنة أثناء فترة الإقامة بفندق الرياض.
أما سعر قضاء ليلة واحدة في فندق «الرياض» للمصريين أو الأجانب تبدأ من 240 يورو وحتى 300 يورو، شاملة الإفطار فقط، ولا يقدم الفندق الخمور.