[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شب حريق هائل في فندق «سوما» بمركز مدينة السليمانية ليلة أمس الجمعة،
أودى بحياة 29 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال وعدد من الأجانب، كما
أسفر عن إصابة 43 آخرين بحروق.
وفي اتصال مع مصدر في مستشفى السليمانية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن
«المستشفى سجل 22 حالة وفاة بسبب الحريق ليل الخميس، لكن الحصيلة ارتفعت
إلى 29 شخصا اليوم (أمس) بسبب خطورة الحالات، وأن 11 شخصا فقط بقوا في
المستشفى حاليا ويتلقون العلاجات اللازمة»، مشيرا إلى أن «هناك عددا من
الضحايا لا يمكن التعرف عليهم بسبب تفحم جثثهم».
وأكد مدير الدفاع المدني في السليمانية العميد يادكار الجاف أن «الحادث
وقع الساعة 10.45 مساء، وأن أسبابه لم تعرف بعد، رغم أن هناك شكوكا بنشوب
الحريق جراء ماس كهربائي في أحد طوابق الفندق، لكن بسبب بناء ديكورات
الفندق من الخشب امتد اللهيب إلى بقية الطوابق، مما تسبب في وقوع هذه
الخسائر الفادحة بالأرواح»، فيما أشارت مصادر أخرى إلى احتمالية تسرب
الغاز.
وأشار المسؤول إلى أن «أجهزة الدفاع المدني والإطفاء سارعت إلى الموقع
لإنقاذ أكبر عدد من النزلاء، وقد أصيب أربعة إطفائيين أثناء بذلهم جهود
إنقاذ المصابين». وأضاف مدير الدفاع المدني أن «عدم الالتزام بتعليمات
وضوابط الدفاع المدني يتسبب في وقوع مثل هذه الكوارث، حيث إن معظم الفنادق
والمرافق السياحية لا تلتزم بتلك الضوابط، التي من أهمها توفير وسائل
الوقاية ومعدات مكافحة الحرائق».
واستبعد المسؤولون في الإقليم أن يكون وراء الحادث عمل إرهابي، وأكد قادر
حمه جان، مدير الأمن في محافظة السليمانية، أن «الحادثة ليست عملية
إرهابية».
ويقول شهود عيان في الموقع إنهم شاهدوا عددا من نزلاء الفندق وهم يرمون بأنفسهم من الطوابق العليا وهم مشتعلون.
وبحسب مصادر مستشفى طوارئ المدينة فإن هناك عددا من الأجانب بين الضحايا
من جنسيات أميركية وكندية ولبنانية، وأكدت» أن أربعة من الأميركيين بين
القتلى».
لكن مصادر في الشرطة ذكرت لوكالة «رويترز» أن من بين القتلى عمالا في
الفندق من بنغلاديش، ومواطنا واحدا من كل من بريطانيا والولايات المتحدة
وكندا واليابان وبولندا والإكوادور وأستراليا. وأضافت أن بعض القتلى كانوا
موظفين في شركة «آسياسيل» العراقية لخدمات الهاتف المحمول التي تمتلك
«اتصالات قطر» (كيوتل) حصة فيها تبلغ 30 بالمائة.
وتفقد برهم صالح، رئيس حكومة إقليم كردستان، موقع الحادث وتحدث إلى مدير
الفندق، ثم زار مستشفى طوارئ المدينة للاطلاع على أحوال المصابين.
وأدلى صالح بتصريح عقب زيارته إلى المستشفى قال فيه «لا شك أن الحادث
مأساوي ومحزن ولا يمكن التساهل معه، لذلك قررنا تشكيل لجنة من محافظ
المدينة وعدد آخر من الجهات المسؤولة للتحقيق في الحادث، وتأشير مكامن
الخلل وتحديد المسؤولية في حال وجود تقصير بذلك، وسنحاسب المسؤولين عن
الحادث إذا وجدنا أي تقصير بهذا الشأن». وأشار رئيس الحكومة إلى أن «لجنة
أخرى ستتشكل اليوم لمعاينة جميع العمارات والبنايات المشيدة مؤخرا في
المدينة للتأكد من وجود أجهزة معدات السلامة ومكافحة الحرائق، وسيعرض
المخالف نفسه إلى أشد العقوبات في حال عدم وجود مستلزمات الوقاية
والمكافحة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية». وقال صالح «لقد أبلغنا
سفارات بعض الدول التي لها ضحايا ضمن قتلى الحادث لتسلم جثثهم».
ويقع فندق «سوما» ذو الأربع نجوم مقابل مديرية تربية السليمانية بشارع
سالم الرئيسي الذي يخترق المدينة، وينتشر على جانبيه عشرات الفنادق
المشيدة حديثا خصوصا مع انفتاح الإقليم على الاستثمارات الأجنبية وازدياد
توافد الوفود والسياح الأجانب والعراقيين على مدن الإقليم.