في الثلاثين من أيار 2010 وفي الساعة الرابعة بعد الظهر تحرك أسطول الحرية
من وسط البحر الأبيض المتوسط ليصنع معركة " ذات الصواري" في عصرنا الحديث.
كان
الهدف فك حصار غزة, فكانت النتيجة فك الحصار عن الشعب الفلسطيني كله, بل
تحول الأمر الى حصار للعدو نفسه. انه نصر أممي لالبس فيه و مقدمة لاسترداد
زمام المبادرة وهزيمة العدو في مواقع أخرى.
كننا نتناقش وبنفوس
مملوءة الأمل عسى أن ننجح بفتح ثغرة في جدار هذا الحصار و نفتح ثغرة في
هذا التواطؤ الرسمي العالمي والعربي والفلسطيني. واذا بدماء شهداء وجرحى
الحرية تهدم وتزعزع أسس هذا الحصار الظالم. فَتبادر الجميع وحتى كل متواطؤ
على حسب درجاته إلى التبرؤ من الجريمة.
كانت هناك لحظات فرح حقيقية عشناها قبل الهجوم ثم تبعتها لحظات غضب وحزن.
في
الصور التالية ترون فيها قطيعاً من الضباع البشعة المقززة للنفس وهي
تهاجمنا. ترون في عيون القراصنة القتلة حقدا وتعطشا للدماء. وكاللصوص
ينظرون خوفا من ظهور الشمس ونورها.
في الصور ترون سفينة الشحن
السويدية- اليونانية " المتوسط الحر" أو "صوفيا" وقد حاول طاقمها حمايتها
بالأسلاك الشائكة. كانت حمولة هذه السفينة 1400 طن وهي مؤلفة من 100 بيت
خشبي وكل بيت بمساحة 80 متر مربع, جهازي تحلية مياة, الأول من مياه البحر
و بطاقة مائة متر مكعب يوميا والثاني لتحلية مياه الأبار الإرتوازية
وبطاقة 80 متر مكعب يوميا, جهازي تلحيم لشبكات الصرف الصحي. 290 كرسي
كهربائي للمعقدين, 25 خيمة وكل خيمة تتسع ل 50 سرير, الف كرتونة لعب
للاطفال وملابس رياضة للشباب وأدوية. وجزء كبير من هذه المواد قدمته
منظمات التضامن مع الشعب الفلسطيني في أوروبا.
لقد قام متطوعون
فلسطنيون ومصريون ولبنانيون وسوريون وعلى مدار ثلاث ايام وليال بتحميل
السفينة في أثينا- اليونان- واذكر منهم عصمت والروبة وابو خالد ونعيم
"المصري" " طباخ السفينة" ورئيس الجالية المسلمة في أثنيا بالاضافة الى
مجموعة من المتطوعين اليونانين. أذكر هنا أن طاقم السفينة اليوناني هو من
الناشطين اليونانين وعملهم كان تطوعيا. كما واشرف على تحميل السفينة
القناة السويدية الرابعة وطاقم الجزيرة عباس ناصر ذلك المراسل الشجاع
والمصور زعتر وصحافة يونانية وايطالية. أما طاقم السويد فكان مؤلفا من
احدى عشر متضامنا وكنت أنا اميل صرصور الفلسطيني الوحيد معهم وشاركت في
سفينة سفندوني. ومن بين طاقم السويد هننغ مانكل أشهر كتاب الرواية
البوليسية في العالم وقد قال تعقيبا على وجود أسلحة معنا " نعم كان لدي
سلاحان, الأول هو شفرة الحلاقة وقد صادرها القراصنة, والسلاح الثاني هو
قلمي ولن أُلقيه وأسأهزمهم به"
كابتن السفينة "صوفيا" الشجاع
فانغليس باسيس قاد الدفاع وبشراسة عن السفينة. في البداية شنوا عليه حرباً
نفسية, فقد طلبوا منه التوجه الى منياء أسدود فرفض بعناد, بل وقال لهم "
نحن اليونانيون أبحرنا في المتوسط منذ اربعة الاف سنة بدون عوائق, ولن
تستطيع قوى جديدية في هذا البحر على منعنا من الإبحار حيث نريد, اقرؤا
التاريخ جيدا"
وعندما استولى القراصنة القتلة على السفينة كسروا
رجلة و ضربوه بشدة في اماكن أخرى من جسدة. قدم الجميع من يونانين وسويديبن
صورا رائعة من التحدي والصمود أمام هذا العدوان وكل حسب طاقته.
لقد
نجح أسطول الحرية الأعزل من السلاح والمدجج بعزيمة الحق من هزيمة أعتى
قوى البحرية في العالم. لقد ظهر جليا للعيان و أمام الجميع الصورة
الحقيقية للجندي الاسرائيلي من أنه جزء من قطيع للضباع الخسيسة والدنيئة و
مجموعة من القراصنة القتلة.
بل و أيضا مجموعة من اللصوص والحرامية
الدون. لم بكتفوا بأن صادروا كل ممتلكتنا الشخصية بل إستعملوا بطاقاتنا
البنكيه. هل يمكن لآحد أن يتصور أن يستعمل هؤلاء اللصوص بطاقة الإئتمان
لأحد المتضامنين الايطاليين واسمه " مَنولو" للتسوق في أسواق تل أبيب
بمبلغ 85 يورو بينما هو معتقل معنا سجن في بئر السبع- لقد أقرت جريدة
هارأتس هذه الحادثه- وهذا ما حدث للكثيرين.
وهناك الكثير للتحدث عن أخلاقيات هذا الجيش الدنيئة.
اتنصرت فلسطين لأنها على حق وانهزمت اسرائيل لأنها على باطل وقريبا سيتقرر مصير قادتها في محكمة الجنايات الدولية.
أميل صرصور/ أحد المشاركين في اسطول الحرية/
رئيس اتحاد الجمعيات الأجنبية في السويد. أوبسالا 2010-06-21
الصور المرفقة للصحفي الايطالي مارسيلوا فاراغي كان على السفينة صوفيا وقد تم تهريب الصور رغم أنف وعيون القراصنة.