تقدم العلامة د.يوسف القرضاوي بعد عصر أمس مشيعي الشيخ عبدالمعز عبدالستار الذي تم دفنه بمقبرة أبوهامور. وشارك في تشييع الجنازة لفيف من الدعاة والعلماء وأبناء الفقيد وتلاميذه.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيد بعد العصر بمسجد مقبرة أبوهامور ورافقوا جثمانه إلى مدفنه.
ويشهد جامع عمر بن الخطاب اليوم بعد صلاة الجمعة مهرجانا خطابيا وشعريا لبيان منزلة ومكانة الفقيد وتسليط الضوء على جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين طوال ثلاثة أرباع قرن.
وبين يدي صلاة العصر تحدث الشيخ القرضاوي عن الفقيد فوصفه بأنه كان كالشمس للناس والعافية للأجسام والروح للحياة.
وعدد محاسنه ومواهبه فقال: إنه كان خطيبا يهز أعواد المنابر ويملك القلوب بما آتاه الله من فصاحة، ووصفه الشيخ محمد الغزالي بأنه من خطباء الشرق.
وذكر أن الفقيد كان محببا لكل من يراه لأنه رجل منبسط النفس باسم الوجه ليس فيه عقد، يأسر السامعين بحديثه العذب ولطيف نكاته ومزحه، وكان باسم الثغر بشوش الوجه يتحدث من قلبه فيدخل كلامه في قلوب الناس.
وأشار إلى أنه تعرف على الفقيد في معتقل الطور بمصر عام 1949، مع معتقلي الإخوان وكان الشيخ يخطب في سجناء العنبر الذي تم اعتقاله فيه، وأضاف أن علاقتهما توطدت بعد أن جاءا إلى قطر في مطلع الستينيات من القرن الماضي.
وتوفي الشيخ عبدالمعز عبدالستار مساء الأربعاء 13 أبريل عن عمر ناهز «95»عاما حافل بالعطاء الدعوي والجهاد العلمي والفكري، وهو من الرعيل الأول للإخوان المسلمين .
وسبق انتخابه عضوا بمكتب الإرشاد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في عهد المرشد الراحل حسن الهضيبي في ديسمبر سنة 1953.
وأصدر الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين بيانا نعى فيه الفقيد واحتسبه عند الله، ودعا الله أن يتقبل جهاد الشيخ، وأن يحشره في زمرة المجاهدين والصالحين والعلماء الربانيين، وأن يلهمنا الصبر والسلوان.
والشيخ عبدالمعز عبدالستار أحمد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, وأحد دعاة الإخوان المسلمين المعروفين في مصر وقطر، وأول من أرسله حسن البنا من الإخوان إلى فلسطين.
تعرَّف على دعوة الإخوان قبل أن تتمَّ عقدها الأول، والتقى مؤسِّسها الإمام الشهيد حسن البنَّا، عام 1937، وهو لا يزال طالباً في الأزهر.
والشيخ عبدالمعز وأحد وعَّاظ الأزهر المشهورين، وأحد دعاة الإخوان المرموقين، طالما هزَّ أعواد المنابر بصوته الجهوري الذي يشق أجواء الفضاء، ويكاد يبلغ عنان السماء.
كما كان الشيخ عبدالمعز أول من أرسله الإمام الشهيد حسن البنا إلى فلسطين، عام 1946، في مهمة دعوية لا تقل عن المهام الجهادية، وعندما وصل الشيخ إلى فلسطين زار كثيراً من بلداتها: حيفا ويافا والقدس، ثم عاد إلى مصر لمواصلة تعبئة الإخوان استعداداً للجهاد في فلسطين.
وهو من علماء الأزهر الشريف ودعاته والذي كان له عظيم الأثر في نفوس سامعيه.
وكان له عند الإمام الشهيد حسن البنا مكانة قديرة فاختاره دون سواه عام 1946 في أول مهمة دعوية, أو قل جهادية, بالكلم لا بالسلاح, على أرض فلسطين, فأدى ما وكل إليه على أحسن ما يكون.
فكانت كلمات الشيخ عبدالمعز قواعد تدرس وتوجه للإخوان عبر مرشدها العام لما لها من عمق فكري ووضوح عملي.
استقر به المُقام في قطر منذ منتصف القرن الماضي مُعلما في مدارسها ومُربيا لأبنائها وداعية في مساجدها, حتى تقاعد بعد بلوغ السن القانونية.
ويعتبر أحد الذين حملوا راية التنوير والتربية والتعليم في قطر طوال نصف قرن من الزمان.
وعمل بالتوجيه الشرعي بوزارة التربية والتعليم وألف وراجع وشارك في تأليف قرابة «20» كتابا قررتها الوزارة على الطلبة القطريين في مختلف المراحل الدراسية .
