ابي ....
علت الاصوات وانهمرت الدموع وحفيدتي تضرب الارض بقدميها وبالكاد
تخرج الكلمات من شفتيها : لا احب ماده التعبير ساعدني يا أبي ... ويرد
ولدي : لا .. عليكي الاعتماد على نفسك لا يوجد شئ في العالم اسمه
لا احب .....
تدخلت مشفقه على الصغيره لاسال والدها : وما هي ماده التعبير ؟
فأجابني : انها ماده الانشاء ..
الانشاء ! يالله كم احببت هذه الماده وعدت لذاكرتي بسنوات الى
عمر حفيدتي وتذكرت عندما طلبت منا المعلمه كتابه موضوع
عن الاب .. ولن انسى ابدا عندما دخلت علينا المعلمه بعدها بايام لتقول
لنا : سأقرأ عليكم اجمل ما كتب عن الاب ويالدهشتي لقد كان
الموضوع الذي كتبته انا لم اكن اتوقع ابدا ان يكون موضوعي من
بين المواضيع التي يمكن ان تلفت انتباهها .. وما ان انتهت من قراءه
الموضوع حتى قالت لنصفق جميعا على هذا الابداع ....
يالله .. ما اجملها من لحظه ! والله لم انساها طيله حياتي احسست
عندها انني ملكه متوجة على عرشها والوصيفات يحطن بها من كل
جانب ... او كالطاووس الذي ينفش ريشه متباهيا لما من به الله سبحانه
وتعالى ....
لم استطع اخفاء فرحتي وابتسامتي التي رسمت على محياي غصبا عني ...
ودق جرس الفسحه والفرحه لا تزال تغمرني وترسم علاماتها على وجهي وحركات
جسدي .. وفيما انا في قمه السعادة اقتربت مني صديقتي العزيزة مروه لتقول لي :"ان
كان ما كتبته صحيحا فانا احسدك على هذا الاب " وغادرت مسرعه دون ان تكلف
نفسها عناء سماعها الجواب ...
لا ادري ما الذي اصابني ؟ لقد اخذت مني غبطتي
وزهزي بنفسي ! هل تقصد بانني كاذبه ولماذا
ازعجني تعليقها ؟ هل لانني كنت لا املك ردا
عليه ؟
لم اكذب ولكنني وجدت اطار الصورة باهتا
فاضفت اليه بعض الزخارف لتبعث الحياه
فيه..وضحكت الصورة التي كنت اريدها
بداخلي...
نعم كتبت ما تمنيت ... ان يفتح ذراعيه
مستقبلا اياي بفرحه تعوضني عن
فقدان الام...كم احترت في امره .. لطالما
كان يبكي لرؤيه طفل حرم من حنان
امه او يسرع مهرولا لتلبيه حاجه
ملحه لاحدهم ولو كان في اخر
الدنيا .. لقد كان رائعا في اخلاقه
وتعامله مع من حوله الا في بيته ...
لا ادري ولكن هل الحنان خطيئه
يحاسب عليها المرء ام تقلل من
هيبته في داره ....
كانت مروة تضحك وتلعب ولا تدري
ما الذي فعلته داخلي ... انها ماده
الانشاء ياصديقتي وانا انشات الاب
الذي اريده ان يكون ... واعادني صوت
حفيدتي الى الواقع "جدتي .. ارجوك حاولي
ان تقنعي ابي ... انا لا احب هذا الموضوع "..
نظرت الى عيونها بابتسامه :
" وعن ماذا يتحدث الموضوع يابنتي " فأجابت بغضب :"عن
الاب " والتقت عيناي بعين ولدي وتبادلنا النظرات , لم اتكلم
بكلمه ابدا ولكنه فهم عتابي فحمل الصغيرة وضمها الى صدره بقوة
وطبع قبله طويله علي خدها الصغير فبادلته القبله بفرح كبير ثم
قالت :" حسنا سأكتب الموضوع فلدي الكثير لاقوله "..