أنور السادات في السعودية يلقب بـفخامة الرئيس واستقبله في مطار القاهرة رجال المخابرات
«لكل من اسمه نصيب» فهو مصدر تعاسة أو سعادة في حياته، مقولة رددها العرب
يؤمن بها البعض ويصفها الكثيرون بأنها مجرد معتقد يصيب مرة ويخطئ مرات.
في أمانة جدة وفي الطابق السابع عشر تحديدا، وجدت تلك العبارة مصداقيتها مع
المهندس أنور السادات، مدير مكتب المهندس خالد عقيل، نائب أمانة جدة، حيث
ارتبط اسم المهندس أنور بالزعيم المصري الراحل، الأمر الذي تسبب في عدد من
المواقف الطريفة، والحرجة أحيانا.
المهندس أنور السادات، ولد عام 1959 في حارة الشام بجدة، وأطلق عليه والده
هذا الاسم الذي لم يدرك تأثيره حتى تلقى المهندس أنور صفعة على وجهه، من
مدير مدرسته المتوسطة، على أثر مشاغبته في إحدى الحصص.
السادات يسرد شيئا من ذكرياته لـ«الشرق الأوسط»، يقول: «أتذكر حينها أن
المدير سألني ما اسمك، فقلت: أنور السادات، فصفعني على وجهي وقال (تتحدث في
السياسة؟)، فرددت عليه بالقسم، مؤكدا أنه اسمي، لتتحول الصفعة بعد ذلك إلى
احترام من مديري الذي أصبح يلقبني بعد ذلك بسيادة الرئيس».
ويستطرد السادات في حديثه، مشيرا إلى استمرار العقاب بالسياق ذاته، في
المرحلة الثانوية، حتى أصبح أنور يتردد في نطق اسمه لأي شخص، خشية من صفعة
جديدة.
ويتذكر السادات أهم المواقف في حياته بقوله: «الموقف الذي لا أنساه أبدا،
هو مداعبة الأمير ماجد بن عبد العزيز – رحمه الله - أمير منطقة مكة المكرمة
الراحل، فعندما كنت أحضر مجلسه، يناديني بقوله: (سيادة الرئيس)، وكان
الأمير ماجد حينها، يطلب من الحرس مازحا إقامة مراسم الاستقبال عالية
المستوى».
ويضيف السادات: «في إحدى المرات، طلب مني الأمير ماجد سرد أحد المواقف التي
تعرضت لها بسبب اسمي، فحكيت له أحد أهم المواقف التي لا أنساها في حياتي
عندما عدت إلى مصر من إحدى الدول الأوروبية وقبل وصول الطائرة سمعت صوت
نداء من داخل الطائرة، ينادي على المدعو أنور السادات، مطالبا إياه بالوقوف
والتعريف بهويته. وكان معي ابنتي الرضيعة وزوجتي، فاستدعوني لمقاعد الدرجة
الأولى وعند هبوط الطائرة، طلبوا مني جواز سفري وجوازات أسرتي، وتم إنزالي
بسلم خاص واستقبلني رجال المخابرات المصرية، وأدخلت مجلس كبار الشخصيات،
وتم وتقديم واجب الضيافة، إلى أن تم التأكد من هويتي عندها تم إيصالي إلى
الفندق، ولم يتصل بي أحد بعد ذلك».
واستطرد السادات المواقف ساردا إحدى قصصه حين عمل مديرا لمكتب أمين محافظة
جدة، حيث اتصل بأحد موظفي السكرتارية، في بلدية الطائف (100 كيلو جنوب جدة)
لحضور أحد الاجتماعات هناك، وكان موظف السكرتارية في تلك البلدية من
الجنسية المصرية، حيث اتصل السادات به أكثر من خمس مرات، معرفا بنفسه بأنه
المهندس أنور السادات، حينها يبادره الموظف المصري بإغلاق السماعة مباشرة،
قبل أن يتفهم هذا الموظف الوضع والحقيقة.
وأشار السادات إلى المعاملة الخاصة التي يحظى بها أينما ارتحل في مصر،
خصوصا في الإدارات الحكومية والمطارات، ولم يشمل التقدير للاسم للسادات
وحده، بل تجاوز ذلك إلى عائلته المكونة من خمس بنات وولد. ويقول السادات:
«زوجتي أصبحت يطلق عليها جيهان، نسبة إلى زوجة الرئيس الراحل وابني سميته
محمد، نسبة إلى اسم الرئيس محمد أنور السادات».
ويحكي أنور السادات شغفه بالاسم ويقول: «بحثت عمن يشابهني فيه فوجدت 3
أشخاص، الأول في الأردن، وآخر في الرياض، وأنور سادات آخر في سوريا».