مخاوف في تل أبيب من خطوات مصرية انتقامية
رداً على التحركات الاسرائيلية المشبوهة في جنوب السودان ودول منابع النيل
كشفت وسائل الاعلام الإسرائيلية عن مخاوف من خطوات مصرية انتقامية بعد
الكشف عن شبكات التجسس في مصر ولبنان وسوريا، رداً على التحركات
الإسرائيلية المشبوهة في جنوب السودان ودول منابع النيل، ما قد يسبب
إضراراً بالمصالح الإسرائيلية في المنطقة والعالم، بالتزامن مع بدء موقع
ويكيليكس نشر وثائق متعلقة بأعمال إسرائيل العدوانية.
وقال موقع "تيك ديبكا" المتخصص في شؤون الأمن والاستخبارات الاسرائيلي إن
الكشف المصري الأخير لشبكات التجسس جاء كرد فعل انتقامي على الاجتماع السري
في تل أبيب في 16 من الشهر الحالي بين وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور
ليبرمان ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس “الدوما” الروسي الموفد الخاص
للسودان ميخائيل مارغيلوف وبين مندوبين من حكومة جنوب السودان (التي قال
الموقع إن لها مكتب رعاية مصالح غير رسمي في تل أبيب للتنسيق السياسي
والعسكري والاستخباراتي)، بمبادرة من ليبرمان .
وأضاف الموقع أن هذا الاجتماع دفع الرئيس المصري حسني مبارك إلى إعطاء
الضوء الأخضر لرئيس المخابرات عمر سليمان بالكشف عن الشبكات الإسرائيلية في
مصر والشبكات المرتبطة بها في لبنان وسوريا. ونقل عمن قال إنها مصادر
استخباراتية إسرائيلية أن هذا الكشف مجرد مرحلة أولى من سلسلة ردات فعل
انتقامية على النشاط الإسرائيلي المشبوه في جنوب السودان، وتوقعت المصادر
اتجاه القاهرة إلى التصعيد .
وتأتي الخطوة المصرية بعدما اعتبرت القاهرة هذا اللقاء بمثابة نجاح
إسرائيلي في الحصول على دعم الروس لحكومة جنوب السودان في ما يتعلق
بالانفصال وملفات النفط .
وخلصت تقارير استخباراتية مصرية إلى أن الروس بدأوا تزويد حكومة جنوب
السودان بالسلاح، خاصة المروحيات القتالية، وأن الإسرائيليين والروس يقومون
بالتنسيق في عمليات إرسال السلاح لرئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت،
واعتبرت القاهرة تحركات الإسرائيليين استغلالاً لجمود الموقف الأمريكي
لصالح تعزيز الوجود الروسي ليصب كل ذلك في مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي
في المنطقة .
وأكدت المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية أن خبر لقاء تل أبيب الذي من
المفترض أنه كان عالي السرية، نشر على موقع (إزروس) “الإسرائيلي” الناطق
بالروسية والمقرب من ليبرمان، ما دفع القاهرة بعد 4 أيام من اللقاء إلى
إعلان اعتقال الجاسوس طارق عبد الرازق حسن .
وقالت إن الرئيس الليبي معمر القذافي يخشى قيام دولة مسيحية قرب ليبيا،
بينما ينظر مبارك لخطورة قيام دولة في جنوب السودان بمنظور مختلف، على
اعتبار خطورة قيام مثل هذه الدولة على ملف المياه، لذلك كانت زيارتهما
الأخيرة إلى السودان . وأضافت المصادر أن خطورة ما يحدث في جنوب السودان
استراتيجياً وعسكرياً بالنسبة لمصر، تساوي الخطورة التي تنظر من خلالها
“إسرائيل” لما يحدث من "حماس" أو حزب الله في جنوب لبنان .
وأكدت أن قضيتي الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، والاستفتاء في
منطقة أبيي، في دائرة الاهتمامات الاستراتيجية للقاهرة وعواصم أخرى مثل
واشنطن وموسكو وباريس وتل أبيب، كما اتضح من اللقاء مع الروس وموفدي
الجنوب.
وأشارت المصادر إلى أن ما يزيد مخاوف القاهرة إزاء حصتها المائية تحركات
رئيس وزراء إثيوبيا مليس زيناوي الذي جند 6 دول من حوض النيل للمطالبة
بإعادة توزيع حصص النهر.
واعتبرت أن إثيوبيا بقيادة زيناوي، وهو صديق حميم لإسرائيل، ستقوم مع هذه
الدول، في حال انفصال جنوب السودان ونشوب حرب بين الشمال والجنوب، باستغلال
وضع الحرب المحتملة لاستغلال المزيد من مياه النيلين الأزرق والأبيض، ما
ينظر إليه مبارك ومستشاروه كخطر وجودي .
وما زاد المخاوف المصرية تصريحات زيناوي حول احتمال نشوب حرب مع مصر وقدرة
إثيوبيا على صد أي هجوم مصري، وهو ما يعني أن القاهرة وأديس أبابا يستعدان
لحرب عسكرية حول مياه النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا، حال نشوب حرب بين
شمال وجنوب السودان وإقدام إثيوبيا على وقف جريان المياه نحو القاهرة .
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن القاهرة وجدت بشكل غير مسبوق، إسرائيل في
قلب التحركات الإفريقية في ملفات النفط والمياه، التي تمس الأمن القومي
المصري، وأنها تقوم بدور أقوى من الدور المصري في قلب العواصم الإفريقية .