مقال يستحق القراءه

بصراحه هالمقال يستحق القراءه
والوقوف عليه وتأمله لإن فيه دروس جميله لكل من يزرع وينتظر الحصاد بسرعه
ولكل من إنقطعت به حبال الأمل إلى أن تمسك بحبل اليأس ... كاتب المقال كاتب
مصري قديم إسمه مصطفى أمين أحببت أن تشاركوني الفائده فنقلته لكم ...


.... جاءني ساخطا وغاضبا بائسا ,أنه زرع ولم يحصد , وضحى ولم يعوض وأعطى
ولم يأخذ . زرع الوفاء وجنى النكران وأحب الناس وكرهوه . حافظ على أموال
الدولة فسرقوه ! قلت إنها غلطتك وليست غلطت الدنيا . أنت زرعت وتوقعت أن
تحصد الثمار في أربع وعشرين ساعه ! لاتوجد بذرة في العالم تتحول إلا شجرة
مثمرة في ساعات . لابد من وقت طويل تبذله في ري الأرض وفي رعايتها وفي
العناية بها حتى تزهر وتثمر . وانت ضحيت في سبيل مبدأ آمنت به .

ومن شروط التضحية ألا تنتظر جزاء ولا ثوابا . ولكنك تصورت أنك بهذه
التضحية اشتريت تذكرة لدخول الجنة. فلما وجدت أنك مازلت في النار غضبت وثرت
لإنهم لم يسمحو لك بالدخول ! وأنت أعطيت متوهما أنك أقرضت وستحصل على قرضك
بالفوائد المركبة , فرق كبير بين العطاء والقرض فالعطاء لايسترد ولا يعطي
أرباحا , وقد تفعل الخير اليوم وتنظر حولك فترى النكران والجحود وقد تعيش
مائة سنة فلا تجد أثر لهذا الخير.


ولكن تأكد أن هذا الخير سيغمر أولادك , فإن الله يكافئ المحسن ويعاقب
المسيء وكما أن الدعاوي التي نرفعها أمام المحاكم تستغرق وقتا طويلا قبل
الحكم النهائي فيها . فكذلك قضاء السماء يمهل ولا يهمل ولا يهمل , يؤجل
العقاب والثواب ,ولكن لابد من نهاية لكل ظالم وجبار .


إن الذي أطلبة منك ياولدي أن تصبر .. إجلس على حافة النهر وسوف يحمل لك
التيار جثة ظالميك ولاتحاول أن تنتقم فأنت أعجز من ظالميك وأضعف من قهرهم
كل ماهو مطلوب منك ألا تستسلم للهزيمة . عدم استسلامك هو نوع من أنواع
المقاومة أيضا . أعرف من قبلك كثيرين كاد لهم الأقوياء وتأمروا عليهم ولفقو
لهم التهم . وشهرو بهم وشردوهم , وسلبوا أموالهم وممتلكاتهم .وداسو على
رؤوسهم بالأقدام , ومع كل هذا البطش والجبروت أبوا أن يمشوا في موكب الضلال
وأن ينافقوا مع المنافقين , ودارت الأيام فإذا بأصحاب الجبروت المتربعين
فوق المقاعد يتساقطون تحتها والكرباج ينتقل من يد إلى يد , فإذا بذالك
القوي أصبح بأمر الله ضعيفاً , فالعز لايقف أمام بيت واحدا إلى الأبد .


دارت الأيام وتحول الفراعنة إلى ارانب , وأصبحت الأسود الكاسرة فئرانا
مذعورة فحقك ياولدي لابد وان ينتصر على باطل ظالميك , وحتى ولو كانت خلفهم
كل قوى البطش والعدوان , حتى لو كان في يديهم بلايين الدنيا , فكل ذلك مؤقت
وزائل , قلاع الطغيان وهي أشبه ببيوت العنكبوت فإذا هبت الريح تتناثر
خيوطه باللهواء ! وهو أشبه بالبيوت التي يبنيها الأطفال من الرمال على شاطئ
البحر ليأتي الموج حتى يأكلها ويحولها إلى هباء ! لاتيأس ياولدي ! إصبر
لاتخدعك مواكب الباطل بطبولها وزمورها . ولا تفزعك جيوش الضلال بمدافعها
وسيوفها . ....إجلس على حافة النهر وسيحمل لك التيار جثة ظالميك....