[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نجحت وحدة من كتيبة تسلق الجبال في الجيش الروماني، اليوم، في الوصول إلى
مكان تحطم الطائرة الإسرائيلية 'الهيلوكبتر' المعروفة في الجيش الإسرائيلي
باسم 'اليسعور'، والعثور على بقايا جثث متفحمة للطيارين.
طائرة 'الهيلوكبتر' الإسرائيلية هي مروحية نقل من طراز (سي هاتش53)، وكانت
ضمن سرب من ثلاث طائرات مماثلة تقوم بمناورة تدريبية ضمن برنامج المناورات
الروماني – الإسرائيلي المشترك 'السماء الزرقاء 2010'، وهو برنامج بدأ منذ
أيار الماضي، عبر تفعيل اتفاق إسرائيلي-روماني وقع في 2000، وجاء تفعيله
لتعويض المجال الجوي التركي الذي فقدته إسرائيل بعد تصاعد التوتر بين
البلدين، في أعقاب الهجوم على أسطول الحرية.
وسبق لطائرة 'هيلوكبتر' إسرائيلية مماثلة أن تعرضت لخلل فني أدى إلى
خروجها من مناورة أخرى في الثامن عشر من الشهر الجاري والهبوط اضطراريا في
منطقة لا تبعد كثيرا عن المنطقة الجبلية الغنية بالغابات والأنهار والقرى
الصغيرة، التي تحطمت فيها طائرة أمس.
وزارة الدفاع الرومانية، اكتفت ببيان مقتضب صباح اليوم حول الحادث لم
يتطرق لأسباب متوقعة لتحطم المروحية، ولم تظفر وسائل الإعلام الرومانية
طيلة ليلة أمس في الحصول على أي تصريح من مسؤولين رومان، في الجيش أو في
سلاح الجو.
وكان د. رائد عرفات المولود في مدينة نابلس وحده من أجاب على أسئلة محطات
التلفزيون حول الحادث، متحدثا عن صعوبة عمليات البحث والإنقاذ، نظرا
لصعوبة تضاريس المنطقة، باعتباره أحد أركان غرفة عمليات أعدت على وجه
السرعة في العاصمة الرومانية، منذ فقد الاتصال بالطائرة العمودية
الإسرائيلية في الثالثة والنصف بعد ظهر أمس الاثنين.
ود. عرفات يشغل منصب سكرتير الدولة في وزارة الصحة الرومانية، ويعمل منذ
سنوات بنجاح غير مسبوق في تطوير نظام الإنقاذ والإسعاف في رومانيا، مؤسسا
على تجربة تطوعية تبناها شخصيا قبل عشر سنوات فقادته إلى الشهرة والى منصب
رفيع المستوى في الحكومة الرومانية.
وكان هدف د.عرفات، مثل غيره من أركان غرفة الطوارئ الوصول السريع إلى مكان
الحادث، على أمل إنقاذ العسكريين السبعة الذين كانوا موجودين على متن
الطائرة، واحد منهم روماني وستة ضباط إسرائيليين بينهم أربعة طيارين، غير
أن البحث الذي استمر حتى صباح اليوم، بمشاركة طائرات عمودية، إحداها تابعة
لخدمات الطوارئ في وزارة الصحة 'سمورد' التي تخضع مباشرة لإشراف، لم يسفر
سوى النتيجة المتوقعة: قتل ركاب الطائرة جميعا، وانتشر حطام الطائرة على
مساحة 200 متر مربع.
وسائل الإعلام الرومانية، أعطت معلومات متضاربة حول مكان سقوط الطائرة،
وتتناقض أسماء الأماكن عبر مساحة مئات الكيلومترات، ويبدو من خلال التناقض
في أسماء المناطق التي سقطت فيها الطائرة، أن هناك تعمدا في تضليل وسائل
الإعلام، لأن المعرفة الدقيقة للمكان ستؤدي ربما إلى كشف سر عسكري
إسرائيلي حول الهدف الذي يتدرب عليه الإسرائيليين.
رجال الادعاء العام ورجال البحث الجنائي، وأعضاء وفد عسكري إسرائيلي، لم يفلحوا حتى ظهر هذا اليوم في الاقتراب من بقايا الطائرة.
ومن المتوقع وصول طائرة 'هيركوليس' إسرائيلية، اليوم إلى مطار بوخارست،
لنقل جثث العسكريين الإسرائيليين، فيما تجاهل موقع السفارة الإسرائيلية
الرسمي على الانترنت هذا الحدث.
مواطنون رومانيون، شهدوا لحظة تحطم الطائرة، قالوا: إن 'الطائرة كانت
تحلق على ارتفاع منخفض، وشاهدنا دخانا ينطلق منها قبل أن تهوي بسرعة إلى
الأرض'، فيما نجح شاهد آخر في تصوير هذه اللحظة بهاتفه الجوال وأرسلها إلى
إحدى المحطات التلفزيونية.
طائرة اليسعور المتحطمة، هي طائرة نقل، تتسع لنحو ثمانين شخصا، ووجود
أربعة طيارين وضابطين من سلاح الجو الإسرائيلي على متنها، يثير التساؤل عن
طبيعة المهمة التدريبية: هل هو تدرب على إنزال وحدات كوماندوز؟ أم على
اصطياد أفراد؟ أم لإنقاذ طيارين هبطوا بمظلاتهم من طائرات سقطت في معركة
افتراضية؟.
ولهذه الطائرة القديمة، سجل حافل في الحوادث، ففي عام 1971 تحطمت طائرة
مماثلة على رمال سيناء، وعام 1974 أدى تصادم طائرتين من النوع نفسه إلى
مصرع ثمانية إسرائيليين، وأخطر هذه الحوادث كان عام 1977 حين قتل أربعة
وخمسون مظليا إسرائيليا لدى سقوط طائرتهم قرب مدينة أريحا الفلسطينية،
وعام 2006 نجح حزب الله في إسقاط طائرة من هذا النوع فقتل طاقمها المكون
من خمسة أفراد.
مناورات السماء الزرقاء، للطيران الإسرائيلي في رومانيا، ستتواصل، فلا مفر
أمام إسرائيل من رومانيا، متنوعة التضاريس، وصاحبة المجال الجوي الرحب،
لإكمال التدريبات، ربما ستظهر نتائجها في ميادين الشرق الأوسط قبل نهاية
هذه السنة.