[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في حضور 5 آلاف مواطن من صعيد مصر حمل محمد توفيق «القودة» أو الكفن،
وقدمه إلى أفراد عائلة آل زقالي معلنا بذلك نهاية عداوة دم دامت 20 سنة
بين عائلتي آل زقالي في محافظة قنا وآل الجزيري من محافظة أسوان، في جنوب
مصر. وبعدها تعالت الصيحات والتهليل والتصفيق معلنة قبول عائلة المجني
عليه «القودة» من عائلة الجاني وعفوهم عن القاتل، وبالتالي، إنهاء الخصومة
الثأرية وبدء عهد جديد بين العائلتين.
تحقق هذا الإنجاز بعدما تمكنت لجنة الصلح التي رأسها الشيخ عبد السلام
يوسف والشيخ فارس علي الجزيري، بجهود بذلتها لسنة كاملة وقبل خروج القاتل
من السجن، من التوفيق بين العائلتين لوقف إراقة الدماء وتحقيق التسامح بين
أبناء المجتمع الواحد. وبعد قبول «القودة»، ألقى الشيخ جمعة محمد غزالي،
أحد مشايخ لجنة الصلح، كلمة «الأجاويد» التي شدد فيها على أهمية إنهاء مثل
هذه الخصومات ونبذ الخلافات وردم بؤر الدم، تطبيقا للمعاني السمحة للدين
الإسلامي ولإرساء دعائم الاستقرار والسلام والأمان.
هذا، وتعود واقعة الثأر بين العائلتين إلى عام 1989 عندما أقدم محمد
توفيق، من الجزيرية، على قتل طارق أحمد عبد الموجود من آل زقالي بعدما سرق
سيارته. وحكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة، أمضاها المتهم وأفرج عنه. وطوال
السنوات الـ20 وعائلة القتيل تنتظر خروج القاتل للثأر منه بعدما قررت
الثأر منه وليس من أي فرد في عائلته، وارتدت نساء عائلة آل زقالي طوال هذه
الفترة السواد، خاصة أن القتيل كان من شباب العائلة.
وللعلم، ترفض معظم عائلات الصعيد مصر قبول الدية عوضا عن الثأر، لكنها
تقبل بـ«القودة». وهذه عادة قبلية قديمة يحمل فيها المطالَب بالدم أو زعيم
عائلة الجاني ثوبا من القماش على هيئة «الكفن» ويذهب مع أفراد عائلته
ويقدم الكفن لعائلة القتيل، وعندها تنحر الذبائح إعلانا عن نهاية الخصومة
وسقوط الثأر. وفي بعض الأحيان تتضمن طقوس «القودة» وضع القاتل الكفن على
الأرض ووضع رأسه فوقه وبجواره خروف، ثم يقترب منه ببطء صاحب الدم حاملا
سكينا.. لكنه بدلا من حز عنق القاتل ينحر الخروف في دلالة على قدرته على
الذبح والأخذ بالثأر.