جاسر البرغوثي ملك الابتسامة الساحرة والصبر الجميل

تاريخ التسجيل : 06/02/2010 عدد المساهمات : 976

ينقسم الناس في رحلة الحياة بين عابر
في بحر الملذات منغمس في شهواتها التي لا تنقضي أيامه معها حتى يسدل عليه تراب
الأجل ، وصنف يحمل لروحه منزلةً عاشها في ترتيل الليل متهجداً يرجو عيش الشهداء ،
الفرق بين الصنفين حكايتنا مع فارس ندرت أيامه وقل مثيلة قسامي تعلوه ابتسامة لا
تفارق ثغره حتى عند لقاء الموت ، تشهده في لجة البلاء ساخراً يقول الطرفة ليسري
القلوب الحزينة ، في عيونه عزمت لا تهزمها عشرة من المؤبدات حيكت لتقتل في وجنتيه
حمرة العنفوان ، لسيرته طعم مختلف يجمع بين تاريخ تشبعه في أسرة سبقت إلى الجهاد
منذ الثورة الأولى ، وإبداع فعل أرعب الغاصب ليبول في ثيابه يرجو منه الصفح والبقاء
(في عملية عين يبرود ) . تفاصيل اليوم جميلة برغم قسوتها حين تمتلكها بحب لقائد لم
يغادر الجندية ساعة الجد.

رحلة
معرفة وكلمات
في ميلاده الذي كان في أواسط السبعينيات ليصادف نبئ اعتقال
عمه وخاله اللذين يقبعان في الأسر منذ 33 عاماً ، من باكر أيامه ظل يشهد دموع الأهل
في وداعهما إلى مجهول لم ينته بعد . اشتد عوده في المساجد وتتلمذ مع الإخوان في
تربية للروح ورقي للمعاني الكبيرة ، شكل في صغرة مجموعة السواعد الرامية ليذيق
بحارقاته جنود الاحتلال الخوف والرعب ، عايشته في المعتقل كان فاكهة المكان صاحب
طرفة جميلة.

أسميناه في صغره أبو المقالب حيث فاق أصحاب الكاميرات الخفية ،
والتي أذكر منها نجاحه في تمثيل دور طبيب القسم على القادمين إلينا طالباً منهم
القيام بحركات غريبة تجعل المشاهد لها يقع على الأرض من شدة الضحك ، هذه الروح
جعلته من غير منازع سفيراً للحب والأخوة بين جميع الفصائل حتى أن مسؤول فتح في سجن
مجدو كان يقول له : الوحيد الذي قد يهزمني في الانتخابات الداخلية جاسر الحمساوي ،
خرج من السجن لألقاه بعد عشرة أعوام في بئر السبع.

وقد اشتد عوده وبدت
بسمته التي أعرفها أكثر جملاً وأبلغ معنا ، لقيته وقد تغير من شبل يحب إلى قائد
يعلم ، في السجن تسمع قصص بطولاته وصحبه التي تشبه أفلام أكشن الهولودية لكنها
حقيقة ، اتهمته (إسرائيل) بقيادة مجموعة كانت الأشد تعقيدا في تاريخها ، موفاز حرص
في التحقيق معه أن يكون حاضراً ليعرف كيف قاد أكثر من عشر عمليات بنفسه وفي كل مرة
كان يجرد الجنود أسلحتهم ويغادر المنطقة بسلام ، كان كما وصفه صحبه أسطورة الصمود
في التحقيق وقلعة في الفداء ، هدم بيته وهدد بالعزل وعرضت عليه المغريات كي يدلي
بكلمة ، لكنه في ساعة المساومة سطر قدوة الفعل بكلمات : لن يقال عني بعت آخرتي
بمتاع لا يساوي غبار نعلي.

أمارة
ووعد.. طفلتاه الأجمل
كنت أشاهدهن في السجن أثناء الزيارة كأنهن فراشات
الأمكنة الجميلة أمارة الكبيرة في عمرها الذي لم يتجاوز الخمس أعوام ، كانت في كل
زيارة تضعنا والدموع على أحجية الصبر ، حين ينتهي زمن الزيارة كانت تأبى الخروج ،
في كل مرة يأخذها الجنود غصباً تخرج من المكان باكية الفراق ، تعرف أن لشوق والدها
شعوراً لا تقدر مقاومته ، في غرفتها تضع له صوراً وترسم له عشرات القلوب التي تعبر
عن الحب ، طلبت من والدتها عقداً يكون جاسر في منتصفه ليديم لها البقاء بجوار قلبها
البريء.

أمها والتي تعود في ميلادها إلى كفر قاسم البلدة الفلسطينية داخل
الخط الأخضر تحمل في أيامها جرح البعد عن الأم والوالد في الداخل الفلسطيني ،
والزوج في سجون الإحتلال ، في أيامها تحدق يمنة فترى عمتها كيف تصبر على شهادة
أخويها وتأبيد الثالث ، وتنظر يسرة لترى امرأة فخري البرغوثي عم جاسر الذي تصبر على
فراق زاد عن الثلث قرن ، تقول :رضيت زواجاً برجل اختار عيشة الجهاد ، وصبر كل محيطه
يحتسب لله واليوم أعد نفسي لأحوز أجر الثبات والصبر ، وعد الصغيرة كانت ترقبنا عن
بعد وتوزع البسمات الخجلى ، ثم حين الانتباه إليها كانت تتوارى كأنهما نغمة يطرب
لها القمر.

أمه هناء الصابرة
المحتسبة
جاسر وزاهي وساهر ، أولادها الذين تنقلت في الأسر خلفهم تحكي
بدموعها الحب ، أخ شهيد وآخر مؤبد وأولاد عمومتها يقتسمون أحكاماً بمئات السنوات ،
تدخل بيتها ، تحمل في يدها مسبحة تديم ذكر الله ، تسألها عن الصبر تبتسم وتقول حين
يكبر البلاء تكبر معية الله ، أما الأمل فتقول فيه حياة لتستمر الأيام من غير تعب ،
الولد نصف القلب وعين الروح ، الأخ حكاية شوق لا تنتهي ، حرمتها في اثنين الأول
حجبه الدم شهيدا والثاني صبر فراق طويل أسأل الله أن يكون فيه لقيا، الندم ضعف لا
نعرفه بل نهزمه قبل وصول أنفسنا ثم نربي أطفالنا على المواصلة.

من نلقاهم
ليسوا فلاسفة بل فلاحين بسطاء ، لكن العيش بينهم ، مدرسة في فهم الحياة التي خلق
الله الناس لأجلها ، هناك تجد معاني الإنسانية والطهر والفداء ، تغادرهم وفي روحك
حنين الالتحاق إليهم كأنهم نور القمر الذي يعطي السالكين الأمان .

فلسطين
اون لاين

تاريخ التسجيل : 19/05/2009 عدد المساهمات : 6088

نقل موفق يا زهراء
ربنا يبارك فيكى
خالـــ تحياتى ـــــص

تاريخ التسجيل : 06/02/2010 عدد المساهمات : 976

السواقي كتب:: نقل موفق يا زهراء
ربنا يبارك فيكى
خالـــ تحياتى ـــــص

بارك الله فيك أخي الكريم
شكرا لمرورك الطيب
جزيت كل خير
كل الاحترام و التقدير

» الابتسامة
» الابتسامة .. اجمل هدية
» تميم البرغوثي(في القدس)
» تعيين حمدان البرغوثي نائباً لمحافظ محافظة رام الله والبيرة
» اصابة النائب مصطفى البرغوثي والعديد من المتظاهرين..شاهد الصور