أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها بذلت خلال الأيام الأخيرة جهوداً
دبلوماسية مكثفة، لمنع سفينة ليبية من التوجه إلى غزة لكسر الحصار
الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وجاء في بيان للوزارة أن "وزير
الخارجية أفيغدور ليبرمان تحدث مراراً خلال الأيام الماضية مع وزيري
خارجية اليونان ومولدافيا، وتوصل معهما إلى تفاهم بشأن التعامل مع السفينة
الليبية".
وأعلنت مؤسسة القذافي للتنمية التي يشرف عليها سيف
الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس الجمعة 9-7-2010،
أنها انتهت من تجهيز سفينة مساعدات أكدت أنها تأمل أن تنطلق قريباً من
اليونان إلى غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الفلسطيني.
وقالت
المؤسسة إن سفينة الشحن "آمالثيا" التي ترفع علم مولدافيا ويبلغ طولها 92
متراً ستغادر من ميناء لافريو (60 كلم شرق أثينا). وأضافت أن السفينة
ستحمل بالإضافة إلى 12 من أفراد الطاقم، عشرة ليبيين من أعضاء المؤسسة
وناشطين من النيجر والمغرب.
لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن سلطات
مولدافيا اتصلت بقبطان السفينة الذي وافق على تحويل مسارها إلى ميناء
العريش المصري، دون مزيد من التفاصيل.
وكان مدير مؤسسة القذافي
للتنمية يوسف صوان، ذكر أن السلطات اليونانية "أبلغت السفير الليبي في
أثينا أنها تفضل أن تتجه السفينة إلى ميناء العريش المصري بدلاً من غزة،
لكنه أبلغهم أنها سفينة غير حكومية وإنما استأجرتها مؤسسة خيرية".
وقال
صوان إن الهدف من إرسال السفينة هو "تعزيز الجهد الدولي الهادف إلى كسر
الحصار الإسرائيلي على غزة والتعبير عن رفض الرأي العام العالمي لممارسات
الاحتلال وسياسات التجويع والحصار وتجاهل القانون الدولي".
وقالت
مؤسسة القذافي في بيان لها إنها تأمل في "أن يتحرك المجتمع الدولي ليباشر
مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية في عمل جماعي منظم استجابة للضرورات
الإنسانية القائمة قبل أن يتفاقم الوضع إلى مستوى الكارثة مع حلول الشتاء"
في قطاع غزة
تدخل دولي
في هذه الأثناء، ذكرت وسائل
إعلام إسرائيلية أن إسرائيل طلبت من الأمم المتحدة التدخل لوقف إرسال
السفينة التي أكدت مؤسسة القذافي أنها تحمل ألفي طن من الأدوية
والمساعدات.
وبعثت السفيرة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة،
غابرييلا شاليف، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تطلب
فيها بتدخل المجتمع الدولي لمنع السفينة من الاقتراب من القطاع، على ما
أورد الموقع الإلكتروني لصحيفة "هارتس".
وجاء في الرسالة أن
"إسرائيل تدعو المجتمع الدولي إلى ممارسة تأثيره على حكومة ليبيا، لإظهار
حس المسؤولية ومنع السفينة من التوجه إلى قطاع غزة".
وحذرت شاليف من أن "إسرائيل تحتفظ بحقها في إطار القوانين الدولية، بمنع هذه السفينة من كسر الحصار".
وهاجمت
البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية أسطول مساعدات إنسانية كان متوجهاً
إلى قطاع غزة في 31 أيار (مايو) وقتلت تسعة ناشطين أتراكاً على متن سفينة
"مرمرة" التركية. وكان هذا الأسطول يضم زورقين يونانيين أبحرا من ميناء
بيريوس القريب من أثينا.
وبعد الاستنكار الذي أثاره الهجوم
الإسرائيلي، خففت إسرائيل الحصار الذي فرضته على غزة في 2006 بعد خطف
الجندي جلعاد شاليط من موقع إسرائيلي قريب من الحدود مع القطاع.