بعد ساعات من نشر موقع "إسلام تايمز" الإيراني أن الجيش الإسرائيلي أنشأ
قاعدة عسكرية جديدة له بمنطقة تبوك بهدف الدعم اللوجيستي في الحرب القادمة
بالمنطقة ، سارع مصدر في القوات المسلحة السعودية لنفي صحة هذا الأمر بشدة
، مؤكدا أن المملكة لن تسمح لإسرائيل بالتدخل في القضايا التي تمس سيادتها.
وتابع المصدر أن بلاده لن تسمح لإسرائيل بدخول أراضيها وبالتالي لن تسمح
لها باستحداث قاعدة عسكرية في منطقة تبوك شمال غرب السعودية بهدف الدعم
اللوجيستي للطيران الإسرائيلي .
ونفى أن يكون الطيران المدني السعودي ألغى رحلات داخلية وخارجية للتغطية
على هذا الأمر ، قائلا :" جميع الرحلات الداخلية والخارجية في 18 و 19
يونيو لم تلغ ولم يتم تأخير موعد إقلاع أو هبوط الطائرات" ، واختتم قائلا
إن المملكة العربية السعودية لن تسمح لإسرائيل بالتدخل في القضايا التي
تمس سيادتها.
وكان موقع "إسلام تايمز" الإيراني قال في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي
استحدث قاعدة عسكرية جديدة له بمنطقة تبوك القريبة من ميناء إيلات ، وأضاف
الموقع أن عدة طائرات عسكرية إسرائيلية حطت منذ أيام قليلة في مطار تبوك
الدولي وعلى متنها عدد من الجنود الإسرائيليين ، إضافة إلى تجهيزات عسكرية.
وتابع أن إدارة الطيران السعودي ألغت جميع الرحلات الداخلية والخارجية
يومي 18 و 19 يونيو / حزيران ، قائلا :" تلك الخطوة لها علاقة بهبوط
الطائرات العسكرية الإسرائيلية في مطار تبوك".
وتقع قاعدة تبوك السعودية على بعد 1100 كلم شمال شرق الرياض و200 كلم من
ايلات على البحر الأحمر وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي قبل عدة سنوات أن
إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الضغط على السعودية لكي تسحب عشرات
المقاتلات من طراز إف-16 المتمركزة في قاعدة قرب إيلات , إلا أن السعودية
رفضت وبشدة سحب أي طائرة لها في تلك المنطقة.
ويبدو أن ما ذكره الموقع الإيراني يستند لما نشرته صحيفة "التايمز"
البريطانية في 13 يونيو حول سماح الرياض بفتح مجالها الجوي شمالي البلاد
أمام الطائرات الحربية الاسرائيلية في حال قررت مهاجمة إيران وهو ما نفت
الرياض صحته على الفور ، حيث نقلت هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي" عن
مصدر حكومي سعودي القول إن وسائل الإعلام الغربية تتناول مثل هذه القصص
المفبركة من وقت إلى آخر وهي لا أساس لها من الصحة ، مشيرا إلى أن سياسة
المملكة العربية السعودية في التعامل مع الملف النووي الإيراني واضحة، فهي
تطالب بخلو منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والأمر ينطبق أيضا
على إسرائيل التي تطالب السعودية بوضع برنامجها النووي تحت المراقبة
الدولية.
وكانت صحيفة "التايمز" زعمت أنه من أجل تسهيل مرور المقاتلات الإسرائيلية
لضرب إيران ، أجرت الرياض تدريبات عسكرية لضمان وقف عمل دفاعاتها الجوية
ومنظومات الصواريخ على أن تعود تلك الدفاعات إلى عملها فور مرور الطائرات
الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمريكي متخصص في شئون الدفاع قوله إن السعوديين
أعطوا موافقتهم للإسرائيليين وقالوا لهم إنهم سيغضون الطرف وإن الأمر تم
بموافقة وزارة الخارجية الأمريكية والتنسيق معها.
وأضاف المصدر ذاته أنه في نفس أسبوع فرض عقوبات دولية جديدة على إيران ،
وافقت السعودية على فتح مجال جوي محدود وضيق ضمن اجوائها في شمالي البلاد
بهدف تقليص المسافة التي تحتاجها الطائرات الحربية الإسرائيلية للوصول إلى
أهدافها في العمق الإيراني في حال تقرر المضي قدما في تنفيذ الضربة الجوية
المحتملة.
كما نسبت "التايمز" إلى مصادر داخل السعودية قولها إنه بات من الشائع
القول داخل أوساط المهتمين بشئون الدفاع في البلاد أن هناك اتفاقا قائما
حول الموضوع في حال قررت إسرائيل تنفيذ ضربتها الجوية المحتملة ضد المواقع
الإيرانية ، وزعمت أنه على الرغم من التوتر بين إسرائيل والسعودية، لكنهما
متفقتان على بغض وكره النظام في إيران وأن هناك خوفا مشتركا من طموحات
طهران النووية.
ويرجح كثيرون أن التقارير المغلوطة السابقة تهدف بالأساس لتوتير العلاقات
بين إيران ودول الخليج العربية وهو أمر يخدم بلا شك إسرائيل التي تسعى
لحشد تأييد واسع لضربة عسكرية محتملة ضد طهران .