مع إعلان خطة الرئيس باراك أوباما بالانسحاب من أفغانستان في الصيف
القادم، ومع زيادة النشاطات الإرهابية في اليمن، وبخاصة اشتراك مواطنين
أميركيين هناك فيها، توقع مراقبون في واشنطن أن مركز الحرب ضد الإرهاب
سيتحول من أفغانستان إلى اليمن.
وبعد خبر الهجوم على مكتب سجن الاستخبارات اليمنية في عدن، أمس، زاد
النقاش وسط المسؤولين في واشنطن عن استراتيجية التعاون مع حكومة اليمن في
الحرب ضد الإرهاب. وبينما اقترح مسؤولون في مكتب الأمن القومي في البيت
الأبيض الانصياع لقرار محكمة أميركية بإعادة يمنيين معتقلين في سجن
غوانتانامو إلى وطنهم، حذر آخرون بأنهم سينضمون إلى الإرهابيين هناك. وأن
اليمن يتحول تدريجيا إلى ساحة حرب جديدة شاملة ضد الإرهاب. خصوصا بعد
زيادة نشاط أميركيين عرب ومسلمين كانوا في اليمن أو ما زالوا هناك.
وقالت مصادر أميركية عن الهجوم في عدن، أمس: «يزيد الهجوم الجريء على سجن
الاستخبارات التحديات ضد الحكومة اليمنية التي تدعمها الحكومة الأميركية،
وهي تواجه نشاطات متزايدة من عناصر تابعة لتنظيم القاعدة».
وأضافت: «أيضا، يزيد قلق المسؤولين الأميركيين بأن اليمن سيكون ساحة حرب
كبيرة ضد الإرهاب. ويزيد مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة نشاطاتهم هناك،
ومنهم مواطنون أميركيون يتدربون في مناطق شاسعة من اليمن لا يسود فيها حكم
القانون».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، إن استراتيجية أوباما نحو اليمن تعقدت
مؤخرا بسبب قرار أصدرته محكمة فيدرالية بالسماح ليمنيين معتقلين في سجن
غوانتانامو بالعودة إلى اليمن.
وعلى الرغم من أن القرار كان عن اليمني المعتقل محمد عديني، أوضح قرار
المحكمة أنه يمكن أن يطبق على عشرين آخرين بسبب عدم وجود أدلة قوية ضدهم
تدعو لاستمرار اعتقالهم.
كان محمد عديني عمره سبع عشرة سنة عندما اعتقلته الشرطة الباكستانية سنة
2002، وهو يدرس الدين الإسلامي في معهد في باكستان. وفي وقت لاحق سلمته
الشرطة الباكستانية إلى القوات الأميركية التي نقلته إلى سجن غوانتانامو.
وعلى الرغم من أن الادعاء قال إنه «جزء من شبكة يديرها قيادي في (القاعدة)
يدعى أبو زبيدة»، فإن القاضي الفيدرالي هنري كيندي قال: «لا يوجد دليل على
أن عديني له أي صلة بتنظيم القاعدة... وتوضح الأدلة التي أمام هذه المحكمة
أن اعتقال عديني، بكل ما يعنيه ذلك، لا يجعل الولايات المتحدة تحس بأنها
أكثر أمنا».
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أميركيين يخشون أن قرار المحكمة يفتح الباب أمام
إطلاق سراح بقية اليمنيين في سجن غوانتانامو. وأن المسؤولين يعتمدون على
أرقام أوضحت أن كثيرا من الذين يطلق سراحهم يعودون إلى العمل الإرهابي.
وأن اليمن صارت قاعدة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأن تحقيقات مع
معتقلين يمنيين في سجن غوانتانامو أوضحت أنهم يؤيدون هذه الحركة.
لكن، في الوقت نفسه، قال ديفيد ريمز، محامي اليمني: «لماذا تمنع الحكومة
الأميركية أبرياء من العودة إلى أوطانهم. يبدو أن الحكومة لا تقدر على
الاعتراف بأنها أخطأت».