منتديات السواقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دموع البحر

طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف 101210
دموع البحر


البلد
انثى
تاريخ التسجيل : 01/08/2009
عدد المساهمات : 3417
الاوسمة اوسمة

طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف Empty
مُساهمةموضوع: طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف   طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف Emptyالأربعاء 16 يونيو 2010, 7:00 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بين
يَدي الطَّرائِف و اللَّطَائِف



الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة
و السّلام على محمّد النّبيّ الأمين و على آله و صحبه و من تبعه إلى يوم
الدّين .

و بعد :
فهذا موضوعٌ كانت تراودني فكرةُ كتابته منذ مدّة ، إلاّ أنّ كثرةَ
الشّواغل و العلائق الدّنيوية صرفتني عنه ، و أرجو فيما أستقبل من الأيّام
أن أتفرّغ له و للمواضيع الأخرى ، و أن يوفّقني ربّي إلى إتمامها .

هذا الموضوع إخواني ، سأدوّن فيه ما أقف عليه من الحكايات الظّريفة
و الأخبار الطّريفة ، تشحذ همّة قارئها إلى التحّلي بأخلاق السّلف الأخيار
، و التأسّي بالصّالحين الأبرار ، أجمعها من مطالعاتي فيما تيسّر من كتب
التّراث ، فهي لطالب العلمِ و الأدبِ خيرُ ميراث ، و الغرض من تدوينها و
جمعها حصول التفقّه و التدبّر ، لا مجرّد التفكّه و التّندّر ، فهي - و إن
كانت الطّرافة الصّفة البارزة لأكثرها - إلاّ أنّ كلّ خَبَرٍ منها يتضمّن
عِبرة ، أو يشتمل على فكرة ، تهذّب الآداب و الأخلاق ، و تحرّك فِطنة
الحُذّاق ، و يتشوّق إلى سماعها كلّ طالب ، و يتشوّف إلى قرائتها كلّ راغِب
.

و طريقتي في سردها ، أن أدوّن الأثر أو الخبر ، مع ذكر قائلِه أو
ناقلِه ، و أجعل لكلّ واحدٍ من تلك الآثار عنوان ، و قد أعلّق - أحياناً -
بشيءٍ من الشّرح و البيان .

و لا ألتزم فيما أنقل الصّحة ، و لا أعدّ هذا منّي تفريطاً و لا
قِحة ، إذ ليس ذلك في العادة شرطاً لنقل الآثار ، في باب الاستئناس أو
الاستشهاد للمعاني بالأخبار ، بل أكتفي بالعزو و الإحالة ، من غير إملالٍ و
لا إطالة ، و من أحالك بالإسناد ، فقد أدّى المطلوب و أجاد .

و راق لي إخواني أن أطلق على هذا الجمع اسم :


طرائِفُ
و لطائِف من بُطون الكُتُب و الصَّحائِف





[b][1] يا حَدَثُ ! لا تُورِّط نفسَكَ بالتَّصدُّر





عن إسماعيل بن
أميّة عن الأعمش قال :

" لمّا سمعتُ الحديثَ ، قلتُ : لو جلستُ إلى
ساريةٍ أفتي النّاس
! قال : فجلستُ إلى ساريةٍ ، فكان أوّل ما
سألوني عنه ، لم أدرِ ما هو
!
" (1) .


ما أجملَ الصّدقَ ، فرحم الله الإمام سليمان بن مهران
الأعمش .

و اليوم كثُر المُفتُون بغير علمٍ ، بل يكادون يسدّون
علينا منافذ الهواء من كثرتهم ، لكن أين من ينصف نفسه منهم و يصدُقُها ؟ و
ما كثّرهم إلاّ جهل النّاس بالشّرع ، فكلّ مُلتحٍ شيخ ! و كلّ صاحب عِمامةٍ فقيه !

فلو أنّ أمثال
هؤلاء جلسوا للإفتاء في الزّمن الأوّل ، زمن العلم و الصّدق ، لضُربوا
بالنّعال و الجريد ، و لطاردتهم الصّبيان في الأزقّة .


________________
(1) : " الفقيه و
المتفقّه " للخطيب البغدادي ، بتحقيق عادل العزازي (2/160 ) .







[2]
العلمُ كثيرٌ فعلَيْكَ منهُ بما ينفعُكَ






قال ابنُ
خلاّدٍ : أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن سهيل قال : حدّثني رجلٌ ذكره من
أهل العلم - قال ابن خلاّدٍ : و أُنسيتُ أنا اسمَه - قال :

وقفت
امرأةٌ على مجلسٍ فيه يحي بن معين ، و أبو خيثمة ، و خلفُ ابن سالم ، في
جماعةٍ يتذاكرون الحديث ، فسَمِعَتْهُم يقولون : " قال رسول الله صلّى الله
عليه و سلّم ، و رواه فلانٌ ، و ما حدّث به غيرُ فلانٍ " ، فسألَتْهُم عن
الحائض تُغَسّل الموتى ؟ و كانت غاسلةً ، فلم يجبها أحدٌ منهم ، و جعل
بعضُهم ينظرُ إلى بعضٍ ، فأقبل أبو ثورٍ ، فقالوا لها : عليكِ بالمُقبِل ،
فالتفتت إليه و قد دنا منها ، فسأَلته ، فقال : نعم ، تغسّل الميت ، لحديث
القاسم عن عائشة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال لها : " أما إنّ
حيضَتك ليست في يدك " ، و لقولها : " كنتُ أفرق شعر النّبيّ صلّى الله عليه
و سلّم بالماء ، و أنا حائضٌ " ، قال أبو ثورٍ : فإذا فرقت رأس الحيّ
فالميت أولى به .

فقالوا
: " نعم ، رواه فلانٌ ، و حدّثناه فلانٌ ، و يعرفونه من طريق كذا ! " و خاضوا في الطُّرق ! فقالت المرأة : فأين كنتم إلى الآن ؟! (1) .

في
سند القصّة من لم يُسمّ ، و أبو ثور الإمام اشتهر باشتغاله بالرأي ، فلا
يبعد أن يكون اختلقها بعضُ المتحاملين على أهل الحديث .

فأين
مثلُ يحي بن معين و أبي خيثمة في زماننا ؟

و
العبرة من القصّة أنّك اليومَ تجدُ الطّالب النّاشئ يشتغل من العلم بالفضول
، و يترك الأصول ، و هذا و الله قلّ من يسلَمُ منه ،
و على ذكر تتبّع طرق الحديث ،
ترى كثيراً من المشتغلين بالتّحقيق ، يسوّد الصّفحات الطّوال في تخريج
حديثٍ أو عزو أثرٍ ، و كان يكفيه أن يريح القارئ بقوله : " رواه فلانٌ ،
وهو صحيحٌ " ، لكنّه الاشتغال بالفضول .




_____________
(1)
: المصدر السّابق ( 2/160 ) .




[3] داءٌ لا دَواءَ لَه

[center][size=25]جاء رجلٌ إلى ابن شُبْرُمة ، فسأله عن مسألةٍ
، ففسّرها له ، فقال : لم أفهَم
! فأعاد ، فقال : لم أفهَم ! فقال له : " إن كنتَ لم تفهَمْ لأنّك لم
تفهَم ، فستفهمُ بالإعادة ،
و إن كنت لم تفهم لأنّك لا تفهم ، فهذا داءٌ لا دواء له ! "
(1) .


_______________
(1) الفقيه و المتفقّه
2/189 .




[b][4]
حُلمٌ في اليقَظَة و لا أحلَى مِنْه




قال
أبو زكريّا المناوي : أخبرني شيخنا الشّيخ وليّ الدّين ( يعني أبا زرعة بن
الحافظ زين الدّين العراقي ) مُذاكرةً : أنّه ركب البحر مع شخصٍ من
المكّاريّة من طائفة الريافة ، قال : فقلتُ في نفسي - و قد خاضت في الأمل -
لو كان لي أربعُ زوجاتٍ في أربع مساكن ، و في كلّ مسكنٍ
من الكتب الّتي أحتاجها نظير ما في بقيّة المساكن ...
" (1) .

[right]







[size=21]____________________
(1)
ذكره السّمهوديّ في " جواهر العِقدين في فضل الشّرفين " ( 1/162 ) ، نقلاً
عن المشوّق إلى القراءة و طلب العلم " لعلي بن محمّد العمران ( ص 59 ) .

[/size]




[/center]
[/size][/b]
[5] لا
تَعْبَثْ في صَلاَتِك
عن عبد الله بن عيّاش قال :
"
جلس الشّعبيّ على باب داره ذات يومٍ ،

فمرّ به رجلٌ فقال له : أصلحكَ الله ،
إنّي كنتُ أصلّي فأدخلتُ إصبعي في أنفي فخرج عليها دمٌ ،
فما يرى القاضي أحتجم أم أفتصدُ ؟
فرفع الشّعبيُّ يديه ، و قال :
الحمد لله الّذي نَقَلَنا من الفِقه إلى الحِجَامة "
.


" الفقيه و المتفقّه " 2/419 .


[6] أُعجوبةٌ في الحِرصِ على الوَقت


قرأتُ قديماً عن ألبرت
إنشتاين ، الفيزيائي الألماني الشّهير ، أنّه من شدّة حرصه على الوقت كان
لا يلبس الأقمصة بأكمامٍ ذوات أزرار ، لأنّ غلقها و فتحها يضيع عليه وقتاً
ثميناً
! فقلتُ في نفسي أنّه لا بدّ أن يكون في
علماء الإسلام ما هو أشدّ و أغرب من ذلك ، فبقيت أترقّب أن تقع عيني على
ما كنتُ أتمنّى ، حتّى قرأتُ عن أبي الوفاء ابن عقيل و هو يتحدّث عن نفسه
فيقول :
" أنا أقصر بغاية جهدي أوقاتَ أكلي ، حتّى أختار
سَفَّ الكعك و تحسّيه مع الماء على الخبز ؛ لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ !
توفُّراً على مطالعةٍ أو تسطير فائدةِ لم أدركها فيه !!
" .



ذكره ابن رجبٍ الحنبليّ في " الذّيل على
طبقات الحنابلة " ، نقلا عن " المُشوّق إلى القراءة و طلب العلم " ص 40 .






[7]
أعوذ بالله من انحطاط الهِمّة !

قال رجلٌ لخالد بن صفوان - أحد بُلغاء العرب - :

ما لي إذا رأيتكم
تتذاكرون الأخبار ، و تتدارسون الآثار ،

و تتناشدون الأشعار
؛ وقعَ عَليَّ النّومُ ؟!

قال :
لأنّك حمارٌ في
مِسلاخ إنسان !


المُشوِّق إلى القراءة و الطّلب ، ص 55 .

[8] متكلّمٌ عن إِماميٍّ عن تَناسُخيٍّ !
الجنونُ بعينه !

قال
ابن الجوزيّ :

"
عن أبي الحسن علي بن نظيفٍ المتكلّم ، قال : كان يحضُرُ معنا ببغداد شيخُ
الإماميّة ، يُعرف بأبي بكرٍ الفلاّس ، فحدّثنا أنّه دخل على بعض من كان
يعرفه بالتّشّيع ، ثمّ صار يقول بمذهب التّناسخ ، قال : فوجدتهُ بين يديه
سنّورٌ أسودُ ، و هو يمسحها ، و يحُكّ بين عينيها ، و رأيتها و عينها تدمعُ
، كما جَرَت عادةُ السّنانير بذلك ، و هو يبكي بكاءً شديداً ، فقلتُ له :
لمَ تبكي ؟ فقال : ويحكَ ! أما ترى
هذه السّنور تبكي كلّما مسحتُها ! هذه
أُمّي لا شكّ ، و إنّما تبكي من رؤيتها إليّ حسرةً !!

قال
و أخذ يخاطبها خِطابَ من عِندَه أنّها تفهم منه ، و جعلت السّنورُ تَصِيحُ
قليلاً قليلاً ، فقلتُ له : فهي تفهمُ عنكَ ما تخاطبها به ؟ فقال : نعم ،
فقلتُ : أتفهمُ أنت صياحها ؟ قال : لا ، قلتُ :
فأنتَ المنسوخُ و هي الإنسان !! " .



" المُنتقى النّفيس من تلبيس إبليس " ص 75 .







[9]
هل فيكم من يَبلغُ شَغَفُه بالقرَاءَة إلى مِثلِ هذا ؟


كان العلاّمة النّحوي محمّد بن أحمد أبو بكرٍ الخيّاط البغدادي ،
يدرسُ جميع أوقاته ،
حتّى في الطّريق ،
و كان رُبَّما سَقَطَ في جُرفٍ أو خَبَطَتْهُ دَابّةٌ
!!

المُشوِّق ص 62 .




[10]
إنّي أغبطُهُم و الله




[center]قيل لرجلٍ : من يؤنسُكَ ؟
فضرب بيده إلى الكتب ، و
قال : هذه ؛

فقيل : منَ النّاس ؟
فقال
: الّذين فيها .

[right]المشوّق ص 49 .
و مثلُها
بل أحسنُ منها :

عن نعيم بن حمّادٍ
قال :

كان ابن المبارك يكثرُ
الجلوس في بيته ،

فقيل له ألا تستوحشُ ؟
فقال :
كيف
أستوحشُ و أنا مع النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم و أصحابه ؟!

سير
الأعلام 7/604 .


[11]
هكذا تزولُ النِّعَم !


قال محمّد بن عبد الله بن إبراهيم
الأكفاني رحمه الله :
" حَجَجْتُ في بعض السّنين ، و حَجَّ في تلك السّنة أبو القاسم عبد الله بن
محمّد البغوي ، و أبو الأدمي القارئ ، فلمّا صِرنا بمدينة الرّسول صلّى
الله عليه و سلّم ، جاءني أبو القاسم البغوي ، فقال لي : يا أبا بكرٍ ، ها
هنا رجلٌ ضريرٌ قد جمع حلقة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ، و
قعد يقصّ و يروي الكذب من الأحاديث الموضوعة ، و الأخبار المفتعلة ، فإن
رأيتَ أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ذلك و نمنعه منه ؟
فقلت له : يا أبا القاسم ، إنّ كلامنا لا يؤثّر مع هذا الجمع الكثير و
الخلق العظيم ، و لسنا ببغدادَ فيُعرفَ لنا موضِعُنا
، و نُنزَّلَ منازِلنا
، و لكن ها هنا أمرٌ آخر ، و هو الصّواب ، و
أقبلتُ على أبي بكرٍ الأدمي فقلت : استعدّ و اقرأ .
فما هو إلاّ أن ابتدأ بالقراءة حتّى انْفَلَّت الحلقة ، و انفصل النّاس
جميعاً ، و أحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكرٍ ، و تركوا الضّرير وحده ،
فسمعته يقول لقائده : خذ بيدي ، فهكذا تزول النِّعَم
!
" .

" لمّ الدرّ المنثور " ص 228-229 رقم 669 .

في هذا الخبر جملةٌ من
الفوائد ، و يحتاجُ إلى شرحٍ ، و تدركُ بالتّأمُّل إن شاء الله .


12] طُرفةٌ من طرائف الصّحابة رضوان
الله عليهم

إلاّ أنّها لا تثبُت



على ذكر طرائف الصّحابة رضوان الله عليهم جميعاً .
أحببتُ أن أنقل لكم هذه :
روى الإمام أحمد في مسنده و ابن ماجه في سننه عن أمّ سلمة رضي الله عنها : "
أنّ أبا بكرٍ خرج تاجراً إلى بصرى ، و معه نُعيمان و سُويبط بن حرملة ، و
كلاهما بدريٌّ ، و كان سُويبط على الزّاد فجاءه نعيمان فقال : أطعمني ،
فقال: لا ، حتّى يأتي أبو بكر - و كان نعيمان رجلاً مِضْحاكاً مزّاحاً -
فقال : لأغيظنّك ! فذهب إلى أناسٍ
جلبوا ظهراً ، فقال : ابتاعوا منّي غلاماً عربياً فارهاً ، و هو ذو لسانٍ ،
و لعلّه يقول : أنا حرٌّ ، فإن كنتم تاركيه لذلك ، فدعوني لا تفسدوا عليَّ
غلامي ! فقالوا : بل نبتاعه منك بعشر
قَلائِصَ ، فأقبل بها يسوقُها ، و أقبل بالقوم حتّى عقلها ، ثمّ قال للقوم
: دونكم هو هذا ، فجاء القوم ، فقالوا : قد اشتريناك ، قال سويبط : هو
كاذبٌ أنا رجلٌ حرٌّ ، فقالوا : قد أخبرنا خبرك ! وطرحوا الحبل في رقبته ، فذهبوا به ، فجاء أبو بكرٍ
فأُخبر ، فذهب هو و أصحابٍ له فردّوا القلائص و أخذوه ، فضحك منها النبيّ
صلى الله عليه و سلّم و أصحابُه حولاً " .

إلاّ انّ الحديث لا يصحّ ، فقد ضعّفه الألبانيّ رحمه الله في السّلسلة
الضّعيفة و في سنن ابن ماجه ، و قد قلبه ابن ماجه فجعل المازح سويبط و
المبتاع نُعيمان .


[size=25][13] و هذه أيضاً عن نُعيمان رضي
الله عنه


ذكر الحافظ ابن حجر في " الإصابة " في ترجمة نعيمان نقلاً عن الزّبير بن
بكّار في كتابه " الفكاهة و المزاح " أنّه كان لا يدخلُ المدينةَ طُرفةٌ
(*) إلاّ اشترى منها ثمّ جاء بها إلى النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم فيقول :
ها أهديته لك ، فإذا جاء صاحبُها يطلب نعيمان بثمنها ، أحضره إلى النّبيّ
صلّى الله عليه و سلّم و قال : أعط هذا ثمن متاعِه ! فيقول : أو لم تهده لي ؟ فيقول : إنّه والله لم يكن عندي
ثمنه و لقد أحببتُ أن تأكله ! فيضحك و
بأمر لصاحبه بثمنه " .

(*)
الطُّرفة : ما يُستملَحُ من الهدايا مأكولاً كان أو غيره
.


[14] و أُخرى تُروَى عنه ، رضي الله
عنه و أرضَاه



و ذكر ابن حجر قصّةً أخرى عنه نقلاً عن الزبير بن بكّار : أنّه دخل
أعرابيٌّ على النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم و أناخ ناقتَه بفنائه ، فقال
بعض الصّحابة للنعيمان الأنصاري : لو عقرتها فأكلناها فإنّا قد قَرِمنا إلى
اللّحم (*) ، ففعل ، فخرج الأعرابيّ و صاح : و اعقراه يا محمّد ! فخرج النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال
من فعل هذا ؟ فقالوا : النّعيمان ، فاتبعه يسأل عنه حتّى وجده قد دخل دار
ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ، و استخفى تحت سَرَبٍ (**) لها فوقه جريدٌ
، فأشار رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم حيث هو ، فقال : ما حملك
على ما صنعتَ ؟ قال الّذين دلّوك عليّ يا رسول الله هم الّذين أمروني بذلك ،
قال فجعل يمسح الّتراب عن وجهه و يضحك ، ثمّ غرمها للأعرابي .

(*) القَرَمُ : شِدَّة شهوة اللّحمِ .
(**) السَّرَبُ : بفتحتين ، الحَفيرُ تَحْتَ الأرضِ لا منفذَ له .


[size=25][15] ما جاءَ في ممازحَة النّبيّ
صلّى الله عليه و سلّم بعضَ أصحابِه



عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً
وكان يهدي إلى النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم هديةً من البادية فيجهّزه
النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم ، إذا أراد أن يخرج ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم : ( إنّ زاهراً باديتُنا و نحن حاضروه ) . و كان صلّى الله عليه و
سلّم يحبّه ، و كان رجلاً دميماً ، فأتاه النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم
يوماً ، و هو يبيع متاعَه ، فاحتضنه من خلفه ، وهو لا يبصره ، فقال : من
هذا ؟ أرسلني !
فالتفَتَ فعرفَ النّبيّ صلى الله
عليه و سلّم ، فجعل لا يألو ما ألصقَ ظهره بصدر النّبيّ صلّى الله عليه و
سلّم حين عرفه ، فجعل النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم يقول : من يشتري هذا
العبد ؟
فقال
: يا رسول الله إذا و الله تجدني كاسداً ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه و
سلّم :


لكن عند الله لستَ بكاسد ، أو قال
: أنت عند الله غالٍ .

أخرجه أحمد و ابن حبّان و البيهقي في السنن الكبرى ، و قال ابن كثير في "
البداية و النهاية " ( 6/295 ) بعدما ذكر سنده عند الإمام أحمد : " و هذا
إسنادٌ رجاله كلهم ثقات على شرط الصحيحين " ، و صحّحه العلاّمة الألبانيّ
رحمه الله في " مختصر الشّمائل المحمّدية " رقم 204 تحت : " باب ما جاء في
صفة مزاح رسول الله صلّى الله عليه و سلّم " .

[/size][/size]
[size=21]
[size=21]


[/size][/size]
[/right]
[/center]

[/right]
[/b][16] همُ الرِّجالُ فاقتَدُوا بهِم




عن
بكر بن عد الله قال :

" كان أصحابُ النّبيّ صلّى
الله عليه و سلّم

يتبادَحُون
بالبِطِّيخ ،

فإذا
كانت الحقائقُ كانوا همُ الرّجال
"

يتبادحون : التّرامي بشيء
رخو .

و الأثر رواه البخاري في "
الأدب المفرد " و صحّحه الألبانيّ فيه و في " الصّحيحة " ( 435 ) .


[17]
أيَعْجزُ أحدُكم
أن
يكونَ مِثْلَه ؟





عن
ثابت بن عبيد قال :

" ما رأيتُ أحداً أَجَلَّ
إذا جلس مع القوم ، و لا أفْكَهَ في بيتِه ،
من زيد بن ثابتٍ "
.



صحّح
الألبانيّ إسناده في " الأدب المفرد " ( 219/286 ص 90 ) .

[18] البلادَةُ داءٌ عسيرٌ



أخرج الخطيب البغدادي في " الفقيه و المتفقّه " ( 2/188 ) بسنده
عن أبي عمر الزّاهد قال :

أخبرنا ثعلب عن سلمة عن
الفرّاء قال :

" إنّي
لأرحَمُ رجلين : بليداً يطلبُ ، و ذكيًّا لا يطلُب
"

و في رواية محمّد بن يحي
الصّولي عن ثعلب ... قال الفرّاء :

" أرحًمُ رجلين : رجلاً يفهم و لا يطلب ، و رجلا يطلب و لا يفهم "
قال الخطيب : البلادة داءٌ عسيرٌ بُرؤُه ، عظيمٌ ضرُّهُ


9] هديّتي إليكَ يا أبا الوليد



عن بعض الهاشميّين و هو عمّ أبي عبد الله بن المهتدي الخطيب
أنّ نِسوةً ثلاثاً من أهل
البصرة بِعْنَ داراً

فجِئْنَه مع الدّلال و
المشتري ليشهد في كتاب البيع ،

فقال للنّسوة بعد قراءته
الكتاب :

" منْ
أنتُنَّ ؟ لا أعرفُكُنَّ ، إيتينَ بنسوةٍ أعرفُهُنّ يعرِفْنَكُنّ يقُلِنَ
هنّ أنّكنّ أنتُنّ ، فأشهد عليكُنّ بما قُلتُنّ
" !

فقال له المشتري :
" أيّها الشّريف قد و الله
أبيتُ أن أشتري هذه الدّار خاصّةً ،

من أجل هذه المنازعة الّتي
قد حصلت فيها ! " .

"
الفقيه و المتفقّه " ( 2/401 ) .



[20] يا فرحة البطّالين
بهذه الأسانيد





[right]قال شمس الدّين الذّهبيّ :
قال أبو حاتِم البُستي فـي
مقدّمة كتاب " الضّعفاء " : أخبرنا محمّد بن عمر
بن محمّد الهَمَذاني حدّثنا
أبو يحيى المُستملي حدّثنا أبو جعفر
الجَوْزَجاني حدّثني أبو عبد الله البصري قال :
أتيتُ إسحاق بن راهويه
فسألتُه شيئاً ، فقال : صَنَعَ الله لك ، قلتُ :
لم أسألك صُنعَ الله ،
إنّما سألتُك صَدَقَةً ، فقال : لَطَفَ الله لك ،
قلت : لم أسألك لُطَف
الله ، إنّما سألتُك صدقةً ، فغضب و قال :
الصّدقة لا تَحِلُّ لك ، قلتُ
: و لِمَ ؟ قال : لأنّ
جريراً حدّثنا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبـي هريرة
قال رسول الله : « لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ و لاَ لِذِي
مِرَّة سَوِيّ
» .

فقلتُ
: تَرَفَّقْ يرحمُك الله ، فمعي حديثٌ في كراهية العمل
! قال إسحاق : و ما هو ؟ قلتُ
: حدّثني أبو عبد الله الصّادقُ النّاطق عن
أفشين عن إيتاخ عن سِيماء
الصّغير عن عُجيف بن عنبسة عن زُغْلُمُج ابن
أمير المؤمنـين أنّه قال : "
العمل شؤمٌ و تركُه خيرٌ ، تقعد تَمَنَّى
خيرٌ من أن تعمل تَعَنَّى "
فضحك إسحاق ، و ذهب غضبُه ، و قال: زدنا ،
فقلتُ : و حدّثنا الصّادق
النّاطق بإسناده عن عُجيف قال : " قعد زغْلُمُج
في جلسائه فقال : أخبروني
بأعقل النّاس ؟ فأخبر كُلُّ واحدٍ بما عنده ،
فقال : لم تُصيبوا ، بل
أعقل النّاس الّذي لا يعمل ، لأنّ من العمل يجيء
التّعب ، و من التّعب يجيء
المرضُ ، و من المرض يجيء الموتُ ، و من عَمل
فقد أعان على نفسه ! و الله يقول: { وَ لاَ تَقْتُلوا أنْفُسَكم } " فقال: زدنا من حديثك ، فقال: و حدّثني أبو عبد
الله الصّادق النّاطق
بإسناده عن زُغْلُمُج ، قال : " من أطعم أخاه
شِواءً ، غفر الله له عدد
النّوى ، و من أطعم أخاه هريسةً ، غفر له مثل
الكنيسة ، و من أطعم أخاه
جنب ، غفر الله له كل ذنب " . فضحك إسحاق ، و
أمر له بدرهمين و رغيفـين
.


قال
الذّهبيّ
: أوردها ابن حبّان ، و لم
يُضعّفها
.



السّير
9/551-552 ( ط.دار الفكر ) .


[21] و بهذه الأسانيد يُكبت أهلُ الأهواء




[right]قال
يحيى بنُ أكثم : قال لي المأمونُ : مَن تركتَ بالبصرة ؟ فوصفتُ له مشايخَ
منهم سُليمانُ ابنُ حرب ، و قلتُ : هو ثقةٌ حافظٌ
للحديث ، عاقلٌ ، في نهاية السِّترِ والصِّيانة
، فأمرني بحملهِ
إليه ، فكتبتُ إليه في ذلك ، فقدِمَ ، فاتَّفقَ أنّي أدخلتُه إليه ، و في
المجلسِ ابنُ أبي دُؤاد ، و ثُمَامَةُ ، و أشبـاهٌ لهما ، فكرهتُ أن يدخُلَ
مثلُه بحضرتِهم ، فلمّا دَخَل ، سلَّم ، فأجابه الـمأمونُ ، و رفعَ
مـجلِسَهُ ، ودعا له سُليمانُ بالعزِّ والتّوفيق ، فقال ابنُ أبي دُؤاد :
يا أميرَ المؤمنين ، نسألُ الشّيخ عن مسألةٍ ؟ فنظر المأمونُ إليه نظرَ
تخييرٍ له ، فقال سُليمانُ: يا أميرَ الـمؤمنين ، حدّثنا
حَمّادُ بنُ زيد قال : قال رجلٌ لابنِ شُبْرُمة
: أسألُك ؟ قال: "
إن كانت مسألَتُكَ لا تُضحِكُ الجليس ، و لا تُزرِي بـالمسؤولِ ، فَسَلْ " .
و حدَّثنا وُهيبٌ قال : قال إِياسُ بنُ مُعاوية
: " مِن المسائلِ ما لا ينبغي للسّائلِ أن يَسأَلَ عنها ، و لا للمجيب أن
يُجِيب فيها " . فإن كانت مسألتُه من غيرِ هذا ، فليَسْأَل ، و إن كانت من
هذا فليُمْسِك. قال: فهابُوه ، فما نطقَ أحدٌ منهم
حتّى قام
، و ولاّه قضاءَ مكَّة ، فخرج إلـيها .


السّير 9/81

ما أبرد سماع مثل هذا على
الكبد ، و الله لوددتُ أن أحضر مجلساً كهذا تعزّ فيه السنّة و يظهر أهلها ،
و تقمع فيه البدعة و يندحر أهلها .

فعلبكم بالعلم إخواني و
عليكم بالإسناد فما ذلّ أهل البدع في المجالس بمثل سماعهم : حدّثنا و
أخبرنا ...


[22] بَغْلةٌ سُنِّيَّةٌ



قال عُبـيد بن شريك البزار
كان أبو معمر القَطِيعي من
شدّة إدْلالِه بالسّنة يقول:

لو
تكلّـمتْ بغلتـي لقالت : إنّها سُنِّـيَّةٌ

السّير 9/358

الإدلال : شدّة الاعتزاز
بالشّيء و التحّدث بذلك افتخارا .


[23] ما ظننتُ أنّه بَقِيَ من نسلِ آدمَ أحدٌ !




كان أبو نُعيمٍ ذا دُعابةٍ
؛ فروى عليُّ بنُ العبّاس المَقَانِعي سمعتُ الحُسَيْنَ بنَ عَمرو
العَنْقَزِي يقول : دقَّ رجلٌ على أبي نُعيمٍ البابَ ، فقال : مَن ذا ؟ قال
: أنا ، قال: مَن أنا ؟ قال : رجلٌ من ولد آدم ، فخرجَ إليه أبو نُعيم ، و
قبَّله ، و قال : مرحباً و أهلاً ، ما ظننتُ أنّه
بقي مِن هذا النّسل أَحدٌ
.


السّير 8/456

أبو نعيم هو الفضل بنُ
دكين شيخ الإسلام ( ت 219 هـ ) .


[24] هذا بلدٌ يموتُ فيه العلمُ




قال عبد الله بن سليمان بن
الأشعث ، نا محمّد بن خلف العسقلاني قال :

سمعتُ روّاد بن الجرّاح
يقول :

" قدم سفيان الثّوري
عَسْقَلاَن ، فمكثَ ثلاثاً لا يسأله إنسانٌ عن شيء ،

فقال : اكترِ لي ، أخرج من
هذا البلد !

هذا
بلدٌ يموت فيه العلم
! " .



[right]الجامع
في أخلاق الرّاوي و آداب السّامع للخطيب 2/420 .

[/right]
[/right]
[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خوخه فلسطين

طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف 101210
avatar


البلد
انثى
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
عدد المساهمات : 8943
الاوسمة اوسمة

طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف Empty
مُساهمةموضوع: رد: طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف   طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف Emptyالأربعاء 16 يونيو 2010, 7:07 pm

يسلمو على طررحك القيم

تقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خوخه فلسطين

طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف 101210
avatar


البلد
انثى
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
عدد المساهمات : 8943
الاوسمة اوسمة

طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف Empty
مُساهمةموضوع: رد: طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف   طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف Emptyالأربعاء 16 يونيو 2010, 7:07 pm

يسلمو على طررحك القيم

تقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع البحر

طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف 101210
دموع البحر


البلد
انثى
تاريخ التسجيل : 01/08/2009
عدد المساهمات : 3417
الاوسمة اوسمة

طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف Empty
مُساهمةموضوع: رد: طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف   طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف Emptyالخميس 17 يونيو 2010, 1:17 pm

خوخه فلسطين كتب:
يسلمو على طررحك القيم

تقبلي مروري
اختي خوخه فلسطين
شكرا على مرورك الكريم
كلك زوووووووووووووووووووء
تسلمي على ما قدمتيه من مشاركات متميزه
تحيتي
دموع البحر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طرائف و لطائف من بطون الكتب و الصّحائف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من طرائف العباقرة
» طرائف الشعوب !!
» طرائف وغرائب : خروف يقتل صاحبه قبل العيد وآخر انتحر احتجاجا ًعلى التعذيب !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات السواقي :: 
الأقسام الإسلامية
 :: المنتدى الاسلامى العام
-
انتقل الى: