قال الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية في
مصر: إن معبر رفح البري سيظل مفتوحا لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
كما أعلن الرئيس حسني مبارك.
وأضاف: أن مصر لن تتخلى بأي حال من الأحوال عن القضية الفلسطينية حتى
يتحقق أمل الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وفتح معبر رفح لنقل
كل ما يحتاجه القطاع من معونات إنسانية والانتقال من غزة إلى مصر ومن مصر
لغزة.
ووصف د.شهاب، خلال حديثه الليلة الماضية في جلسة مجلس الشعب، التي خصصت
لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية بالمياه الدولية: موقف مصر
بأنه واضح وصريح إزاء هذا العدوان الذي تمت أدانته واستنكاره وعملت
الحكومة مع مختلف الجهات الدولية والإقليمية لفضح الممارسات الإسرائيلية.
وأعرب عن أسفه لفشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار إدانة للعدوان
الإسرائيلي، بسبب الضغوط الأمريكية حتى بعد إدانة الإتحاد الأوروبي
والبرلمان الأوروبي لهذا العدوان.
وقال إن مصر سوف تستمر في فتح معبر رفح لأجل غير مسمى حتى نستطيع إيصال
المعونات لأهالي غزة وتمكين مواطنيها من الانتقال، وأنها مازالت تضغط على
إسرائيل لإجبارها على رفع الحصار غير المشروع على قطاع غزة إلى جانب سعيها
لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وطالب باسم مصر بتحقيق دولي في هذا العدوان وإحباط مسعى إسرائيل الالتفاف
حوله بتشكيل لجنة داخلية ومحاكمة المسئولين عن هذا العدوان أمام المحكمة
الجنائية الدولية.
وأكد أن ما ارتكبته إسرائيل عمل يمثل جريمة دولية يدينها القانون الدولي
العام والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني خاصة
اتفاقية جنيف الرابعة.
وأوضح الوزير أن إسرائيل بقوتها العسكرية تعتدي على مجموعة من السفن
الدولية التي تحمل مؤنا للمحاصرين في قطاع غزة، وهو في واقع الأمر جريمة
ثابتة الأركان على القوات الإسرائيلية العسكرية ومدانة في القانون الدولي.
وتابع: تصبح الجريمة أشد بشاعة عندما ترتكب في المياه الدولية التي يجب أن
يسودها مبدأ حرية الملاحة وعدم الاعتداء على أي سفينة كانت ويحدث العدوان
من خلال قوات عسكرية على سفن مدنية تحمل علم دول يعد جريمة على سيادة هذه
الدول وتكون إسرائيل قد خالفت أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة،
كما خالفت اتفاقية جنيف التي تلزم الدول التي تحتل أراض دول أخرى بتوفير
مستلزمات المواطنين تحت الاحتلال وهذه جريمة أخرى من جرائم حقوق الإنسان.
وقال: إن مصر قادت من خلال ممثليها حركة واسعة لإدانة هذا العدوان في
المنظمات الدولية والإقليمية، كما استدعت السفير الإسرائيلي وأبلغته إدانة
مصر، واستنكارها لهذا العمل العدواني.
وأوضح أن بلاده أجرت الكثير من الاتصالات مع الهيئات المعنية وطالبت
المجلس الدولي لحقوق الإنسان بأن يدين هذا الأمر وبالفعل أصدر المجلس أمس
الأول قرارا بإيفاد بعثة دولية لتقصى الحقائق للتحقيق في انتهاك إسرائيل
للقانون الدولي، وطالب بإنهاء الحصار على غزة وأدان العدوان والاعتداء على
مدنيين.