اسرار الملك توت غنخ امون واسرته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




الكنز الرائع الذي اكتشف عام 1922 في مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون العائد الى الاسرة الثامنة عشرة، والذي توفي قبل ثلاثة الاف سنة، والأسرار التي تتعلق بنسبه، تعتبر أحد اكبر الغاز الحقبة الفرعونية التي تم الكشف عنها مؤخرا بالاستناد إلى تحاليل الحمض الريبي النووي (دي ان ايه) والاشعة المقطعية.
وقد احيطت النتائج حول نسب الفرعون، الذي حكم حوالى عشر سنوات فقط في حدود عام 1330 قبل الميلاد، بسرية تامة حتى الان، لكن العلماء المصريين خرقوا لغز نسب هذا الفرعون.
وتعليقا على هذا الحدث الكبير، قال عالم الآثار الاميركي رايموند جونسون الذي يعمل في الاقصر «ان هذه التحاليل مفيدة جدا لاثبات النسب»، فيما رأى آلان زيفي الذي يقود مهمة أثرية فرنسية قرب القاهرة «سمحت لنا هذه العملية بالخروج من قوقعة الفرضيات التي تزيد من غموض المشكلة». ومومياء توت عنخ امون الذي اصبح فرعونا في سن التاسعة، عثر عليها في ناووس من الذهب الخالص المرصع بالفيروز عالم الاثار الانكليزي هاورد كارتر في وادي الملوك قرب الاقصر.
وضمت المقبرة كنزا جنائزيا استثنائيا تضمن خصوصا قناع المومياء المصنوع من الذهب الخالص الذي ساهم كثيرا في جعل توت عنخ امون من اشهر الفراعنة الى جانب رمسيس الثاني والفرعون خوفو مع ان حكمه كان اقصر بكثير. والحديث يدور عن صلة قربى مع نفرتيتي ذات الجمال الاسطوري، ووفاته في نهاية المراهقة «تضفي على هذه القصة جانبا رومانسيا لا يضاهى» على ما يقول عالم المصريات الفرنسي مارك غابولد الخبير في شؤون هذا الفرعون.

الفرضيات القديمة
والفرضية التي رجحها غالبية المؤرخين تقول انه نجل اخناتون (امنحتب الرابع) المعروف بانه فرعون التوحيد الذي نادى بعبادة الاله الواحد آتون. لكن اخرين يميلون الى انه ابن سلف امنحتب الرابع اي امنحتب الثالث (وهي النظرية التي اثبتت صحتها أمس) او خلفه الفرعون سمنخ كارع.
لكن الاصعب يبقى تحديد من تكون والدته. نفرتيتي زوجة اخناتون هي احد الاحتمالات، فضلا عن كيا وهي زوجة ثانوية للفرعون. وثمة فرضية ان تكون مربيته مايا والدته كذلك، فهناك فرضية المرض والحادث وجريمة القتل، الامر الذي حسمته نتيجة الدراسة المذكورة.

اختراق علمي
اوساط علماء الاثار من حقهم الآن ان يفخروا بحصولهم على اختراق علمي تاريخي، منهين بذلك التحذيرات من الطابع غير الاكيد لتحليل «دي أن إيه» في ابحاث بهذه الدقة على بقايا بشرية عائدة الى الاف السنين.
ولم يعثر على مومياوات افراد رئيسيين في اسرة توت عنخ امون المفترضة مما يحد من نطاق المقارنة.
ويؤكد عبد الحليم نور الدين استاذ الاثار في جامعة القاهرة ان «تحاليل الدي ان ايه في علم الاثار غير كافية»، مع ان مومياء الفرعون الشاب بوضع جيد نسبيا.
لكن ميشال وتمان من المعهد الفرنسي للاثار الشرقية في القاهرة يرى بان تسمح هذه الدراسات بالتقدم في مجال استخدام الـ «دي أن إيه». وفسر ذلك بالقول: «سنسر كثيرا في حال تمكنا من الحصول على وسيلة يمكن الوثوق بها لاستخدامها على صعيد دراسات اخرى كثيرة».

الفريق العلمي
من جهته، صرح الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر، بأن الفريق العلمي المصري الذي يرأسه يتكون من علماء في مجال الحمض النووي من المركز القومي للبحوث وكلية الطب جامعة القاهرة، وكذلك علماء متخصصين في الأشعة من كلية الطب بجامعة القاهرة.
وقال إن اثنين من العلماء المتخصصين في تحليل الحمض النووي من ألمانيا قاما بمراجعة نتائج هذه الأبحاث للتأكد منها.
ومن المعروف أن لدى المجلس الأعلى الآن معملين لإجراء فحوصات الحمض النووي، وهما المعملان الوحيدان المتخصصان في هذا المجال وأحدهما يوجد بالمتحف المصري بالقاهرة والآخر بكلية الطب جامعة القاهرة.

أسرار الوفاة
يشار إلى أنه في إطار المشروع المصري لدراسة المومياوات، فقد قام المجلس الأعلى للآثار بدراسة مومياء الملك توت عنخ آمون وأسفرت الدراسة عن أن الملك الشاب توفي وعمره 19 عاما وأن الفتحة الموجودة بمؤخرة رأسه ليست نتيجة إصابته بضربة بلطة حديدية، بل إنها كانت فتحة تم فتحها أثناء عملية تحنيط المومياء لإدخال مواد التحنيط لداخل الرأس. وأضاف حواس أن الملك الفرعوني أصيب في ساقه اليسرى نتيجة حادث وقع له قبل ساعات من موته ولكن هذا الحادث لم يكن السبب في وفاته.
إضافة لذلك، قام المجلس باكتشاف مومياء الملكة حتشبسوت (1502-1482 ق.م) بعد تحليل الحمض النووي لمومياوين لسيدتين عثر عليهما داخل خبيئة المومياوات التي كشفتها عائلة عبدالرسول عام 1881، ومومياء ثالثة موجودة بالمتحف المصري والتي نقلت من المقبرة رقم 60.

أبرز 8 اكتشافات
في ما يلي أبرز الاكتشافات التي كانت غائبة عن علماء الاثار في العالم:

1-ان توت لم يقتل أو يمت نتيجة حادث قاتل وفق أبرز السيناريوهات المتداولة.

2-كشفت التحليلات بشكل حاسم أن توت عنخ أمون هو ابن الملك اخناتون فرعون التوحيد وأن جده هو أمنحوتب الثالث وجدته هي الملكة تي ابنة الملكين يويا وتويا وأقوى نساء عصرها.

3-أكدت الأبحاث أن المومياء المعروفة بالسيدة العجوز الموجودة في المتحف تعود للملكة تي أم اخناتون وزوجة أمنحوتب الثالث وجدة الملك توت عنخ أمون.

4-ان مومياء السيدة الصغرى تعود لابنة الملكة تي والملك أمنحوتب الثالث وليست بالتالي نفرتيتي ولا ميريت أتون وأنها زوجة اخناتون الذي تزوج أخته حسبما كان معمولا به وقتها لكن لم يتم التوصل لاسمها.

5-في ما يخص الطفلين اللذين تم العثور عليهما محنطين في المقبرة فتأكد مبدئيا أنهما ابنا توت عنخ أمون وأن مومياء ملكية أخرى موجودة لكنها مجهولة الشخصية هي أمهما.

6-نفت الأبحاث ما تم ترويجه طويلا حول كون الملك توت عنخ أمون «شاذا» وأثبتت أنه مصاب بعيوب خلقية نتيجة زواج أبيه الملك اخناتون من أخته وأن توت كان مصابا بحالة أقرب للكساح في القدم اليسرى.

7-ان وفاة الفرعون الشاب نتجت عن اصابة شديدة بالملاريا أدت إلى وفاته بعد سقوطه لسبب غير معروف.

8-أكدت الأبحاث أن الثقب الموجود في المومياء ليس ناتجا عن اصابة قاتلة وإنما هو لصب سائل التحنيط في الجسد.

تسل الايادي

موضوع جميل
تقبل تحياتي مشكور